+ A
A -
البداية
إذا ما كنت ذا قلب قنوعٍ
فأنت ومالك الدنيا سواء
متن
إلى جارتي الأرملة
التي تقف على أعتاب الأربعين
ترعى أربعة أطفال
تُحكم إغلاق الستائر
تقفل الأبواب
وترفع صوت التلفاز
حتى لا يسمع أحدٌ بكاءها
من العِوَز والحاجة وضيق العيش
سنوات طويلة مرّت
لم يقف على بابها أخٌ أو قريب.
مؤخرًا
صوّبت لي الحياة العبارة التالية:
«اليد الواحدة لا تُصفق.. لكنها تُمسك بالقلم لتكتب ما يجعل هذا العالم يصفق لك»
ليس ضعفًا أن تبقى لوحدك
العزلة ليست مشكلة إلى هذا الحد
يحدث لي
أن أغلق هاتفي
وأهرب من ضجيج الحياة
حين يسكت الحي
وتنطفئ المصابيح
وتختفي الخطوات
وتتثاءب المنازل
كسجينٍ انتهى به المطاف بمحبسه الانفرادي
الفرق فقط أنه اختاره.. لم يُجبر عليه
أهرب من الشخوص التي لا تجيد سوى الثرثرة
من النفوس المتخمة بالنفاق
من الوجوه الميتة التي لا حياة فيها

العزلة.. حياة
على الأقل إنصافٌ للذات لنفعل ما نُحب
يا سيدتي
الحياة الكاملة لا وجود لها إلا بثلاث
بالجنة
والقصص
ومدينة إفلاطون الفاضلة
نحن خُلقنا لنشقى
يعيش كل منا حكايته بطلًا
يرفض الموت بمنتصف الرواية
يرفع الراية وينصبها على قمة اليأس
ويترك النهايات مفتوحة
على كل الاحتمالات
هذا العالم ليس لديه متسعٌ من الوقت لسماع شكواك
كنت أتساءل قبلك
يا ترى هل سيعيش أحدهم حال وجعي يوم ناقص؟
وحين جاءت الإجابة بـ لا
كتمت ألمي
وأقسمت أن لا ترى هذه الأرض إلا ابتسامتي المشرقة
التي ومع مرور الوقت أجدت تصنّعها.
الصديق الرائع
لم تعد كتفه وسادة لتحتضن رأسك المُثقل بالهزائم
بالترقب
بالتحسر
بالخسارات
بالخذلان
والخوف من الغد

والقبو المحفور في قلبك
احكمي إغلاق بابه
حتى لا يتسلل إليه أحد
وإن حدث
حطّمي السلم الخشبي حتى لا يخرج منه
ليبقى مع ذكرياتك
وآلامك
حنينك
وبقاياك
أكثر مشاكلنا مع أبناء جنسنا
أننا نُعلّق ثقتنا بمن لا يستحق
فتعود علينا بالويلات
ماذا يعني أن تضطري لبيع ما تبقى من حُليّ
لأن هناك مناسبة لإحداهن
وضريبة الحضور هدية مغلفة بثمنٍ لا تملكينه!
ماذا يعني أن نجامل أحدهم ونضحك على حديثه غير المُضحك؟
ماذا يعني أن نبذل مجهودًا إضافيًا
وما هو فوق طاقتنا ليُحبنا الآخرون؟!
من لا يُحبك لذاتك لا يستحقك
ولو أمسيتِ وحيدةً تحدقين بعقارب الساعة
ثم نسأل السؤال ذاته:
هل يعقل أن يكون هذا العالم خطأ ونحن الصواب؟

ثم تأتي إجابة الكلمات المتقاطعة
الخبر الجيد:
أننا ننسحب من العلاقات المهتزة
الخبر السيّئ:
تأخرنا بفهم الدرس
المحبط:
فقدنا الكثير في سبيل ذلك
الجواب النهائي:
نحن رائعون رغمًا عن أنف الحياة
رغمًا عن أولئك الذين وصفونا بالبخل
لأننا لا نسابقهم بدفع حساب المطعم
الذي لم نلبِ الدعوة إليه أصلًا
الذين وصفونا بالغموض
لأننا لا ننبش قبور أسرارنا ونخرجها أمامهم من الكفن
الذين وصفونا بالسذاجة
لأننا نُعيد تكرار التجارب بنفس الطريقة وننتظر نتائج مختلفة لم تمطر بها السماء بعد
وبقية الأوصاف التي لا نعرفها
شيءٌ واحد يجب أن تعرفيه
عندما يتسلل ضوء النهار إلى غرفتك
وتفيقين فيبتسم السقف
وتعيشين الحياة على وجه اليقين
أن هذا الوقت المتشابه طال ولن يمضي
وأن عسر الليالي جعلك كشجرةٍ يابسة
لا أوراق فيها
لكن ظلّها ممدد على الأرض
بكبرياء الملكات
وشموخ الفرسان
امرأة رهنت حياتها من أجل سعادة صغارها
حينها تعلمين أي بطولةٍ عظيمة صنعتِها،
يكفي هذا الخَلْق فخرًا
أن أنثى قاومت قبح الحياة
وهزمت البؤس
وحين يعطيك هذا العالم ظهره ويهجر مسرحك
فأنا جمهورك الذي يصفق لك
لأنني أشاركك الوجع
كوني بخير
إضاءة
اكتم حزنك فالناس اثنان صديقٌ تؤلمه وعدوٌ تسرُّه
آخر السطر
من شكا للخلق ذلته الليالي يافهيد
بقلم : دويع العجمي
copy short url   نسخ
26/02/2018
5960