+ A
A -
ولذلك يجب أن نعي ونستعد لقد تغير كل شيء حولنا ,و لا يمكن الرجوع إلى ما كنا عليه ...إلى زمن الطيبين ,زمن الغفلة الجميلة حين كنا نعيش في فقاعة سلام مؤقت ما كان ليستمر في ظل نظام دولي متهالك يعيش على أضعاف الدول الأخرى ,ومص دماء الشعوب وأهمها دولنا, وشعوبنا.
وبتواجد أنظمة بلطجية معتدية ,قاطعة طريق تسترت لعقود طويلة بثوب الطيبة حتى جاء من يسقط هذا الثوب ويعري حقيقتها أمام نفسها أولا ,وأمام شعوبها ,وأمامنا نحن الذين تعامينا عن كل ارهاصات الحقيقة إصراراً على مبدأ حسن النية ,وطمعا في أن نستمر بالعيش اللذيذ داخل تلك الفقاعة الجميلة ,الوادعة حيث هموم الحياة تكمن في ثوب جميل ,أو عطلة مميزة, لنجد أنفسنا وجه لوجه أمام ثلة مصابة بجنون العظمة.وهناك المزيد.وقد كنا نتساءل كيف حكم القذافي ليبيا كل هذه العقود فيما يبدو أن الشعوب العربية حاضنة جيدة للمضطربين عقليا, ونفسيا . ياترى هل العيب فينا ,أم أن العجز فينا ؟ نكتشف ذلك في النهاية بعد أن ندفع فاتورة باهظة لنتطهر من الطغيان ,والعبودية.
ومن نعم الله علينا في قطر أننا لم نبتلى بشيء من ذلك تاريخاً ,وحاضرا ,وامتازت قطر دوماً بسياساتها الداخلية ,والخارجية المتوازنة ,المتصالحة التي تحترم شعبها ,و مصالح الشعوب الاخرى, لذلك لم يزدنا الحصار إلا طيباً ,وسمعة طيبة لكن ذلك لا يجعلنا في منأى عن ما هو متوقع من أحداث قد تحدث في هذا العام ,والأعوام المقبلة.
المطلوب منا هو إدراك حقيقة المرحلة التي نعيشها أولاً, ثم رسم خارطة طريق تتضمن منهجا تصحيحياً لتعديل أهدافنا ,أو سد جوانب القصور ,والإهمال لدينا . واعتماد القيم الأخلاقية التي نسير عليها والتي تبني الأسس ,والأسوار القوية كالإخلاص ,ومراقبة الله عز وجل في كل شيء في أعمالنا ,وخدمتنا لهذا الوطن الثمين النادر ...في بيوتنا ..في تربية ابنائنا ,في ما نمتلك ,وفيما نصرف.في أن نتعامل مع الاسلام كشرائع لا طقوس ..في تشجيع المؤسسات ,والجهات التطوعية, والخيرية مع إحياء قيم الإيثار ....والتكافل كي نبقى جسداً واحدا كما كنا وقت الحصار,ومهما كانت التحديات أشد .

بقلم : مها محمد
copy short url   نسخ
20/02/2018
2208