+ A
A -
ليس المستوى الرسمي هو وحده الفاعل في العلاقة بين دولة قطر وشقيقاتها من الدول العربية، بل كان هناك مستوى شعبي على قدر كبير من الرسوخ والصلابة من خلال النهضة التعليمية التي شهدتها الدولة منذ الستينيات وصاعداً، لم يكن الاخوة العرب من المصريين والفلسطينيين وغيرهم فقط مدرسين بل كانوا أيضاً طلاباً ودارسين في النظام التعليمي القطري الذي بدأ بقوة وبتوجه عروبي قومي جعل من الطالب يشعر بعروبته قبل أقليميته الضيقة وبإنسانيته قبل دينه الذي يعتنقه، لازلت أذكر إخواناً من العرب الفلسطينيين ذوي الديانة المسيحية يدرسون معنا امتازت العلاقة معهم بود شديد وبألفة ومحبة، لازلت أذكر مانويل بشارة عوض وأخاه سليم بشارة عوض وبيتر إميل حنا، كانوا خير الزملاء والاصدقاء، ولازلت كذلك أذكر نائل فؤاد حمادة ومحمد زغموت وزميله نبيل وبلال إسعاف الصفدي وعيال الجاعوني وغيرهم كثيرون، غير الاخوة من الاشقاء المصريين واليمنيين والأردنيين الذين درسوا معنا كذلك. وبعض الاخوة من السودان لا أذكر طلبة من المغرب العربي في ذلك الوقت. علاقتنا بإخواننا العرب علاقة وثيقة، لايزال هناك الكثير من هؤلاء الاخوة يذكرون الجميل لقطر والفضل أيضاً في تعليمهم، كثير منهم عادوا أطباء ومهندسين للعمل في قطر، أنا اعتقد أن إشكالية التعايش مصطنعة ولا دخل للطرفين شعبياً بها، البُعد العربي أضفى على العلاقة الشعبية بين أبناء الامة نوعا من الثبات والمشترك العام أكثر من ضيق الاجندات الايديولوجية التي عملت على التفريق بين مكونات هذه العلاقة بشكل يمكن تلمسه من ردود الافعال على تطور هذه العلاقة الايديولوجية الضيقة، كان الاخوة من الديانة المسيحية لا يحضرون دروس العلوم الشرعية ويكتفون بعلامة النجاح الموضوعة لهم لاختلاف ديانتهم عن المنهج، لم يكن ذلك يمثل لنا أي مثلبة أو نقصاً يمكن التكتل حوله بل يلتئم جمعنا بعد تلك الحصة في ما تبقى من الحصص بكل ودَ وتآلف، تلك الروح السائدة جعلتنا نتكدس خلف المقاومة الفلسطينية ونتزاحم ونحن صغار في الابتدائية لنحضر خطاب أحمد الشقيري في استاد الدوحة، كانت قطر عضواً فاعلاً، نعم لقد ساهم الاخوة الفلسطينيون في نهضة قطر التعليمية بالذات مع إخوان لهم من مصر العربية كذلك، وكذلك قطر ساهمت أيضاً في تعليمهم وفي توظيفهم بعد ذلك، إذا وصلت العلاقة إلى حد المحاسبة بالقنطار تكون في حالة مرضية لا نريد لها أن تصل لهذه الدرجة من الاستشراء المرضي، لن أنسى أخوتي العرب من الاشقاء الفلسطينيين ولا من الاخوة المصريين ولا من الاشقاء اليمنيين وهم الجاليات الاكثر تواجداً في قطر ولا من غيرهم مدرسين كانوا أم طلابا جلسوا معنا على كراسي الصفوف ومدرج الجامعات. علينا أن نوظف العلاقة بشكل أفضل لايرى فيها المواطن سلباً ولا يشعر بها الآخر مغنماً. ولا نعتبر الشذوذ قاعدة كما لا تُعتبر القاعدة شذوذاً. أبناء أوائل المعلمين من إخوتنا العرب وأحفادهم كذلك علمتهم قطر ودرسوا في مدارسها وجامعتها ولا زلت أذكر أسماء العديد منهم مثل ابناء السفير الفلسطيني السابق «الشريف» رحمه الله وغيرهم نحتاج جميع إخواننا العرب ليسوا كبديل وإنما كشركاء بعيداً عن الايديولوجية الضيقة والطهورية الدينية والثورية الانتهازية.
بقلم : عبدالعزيز الخاطر
copy short url   نسخ
13/02/2018
2543