+ A
A -
في هذا اليوم، أكون قد أكملت في صحيفة الوطن خمس سنوات.
خمس سنوات كاتبا فيها، أقول ما يجول في الخاطر، دينيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا ورياضيا.
خمس سنوات ليست بالوقت القليل، فكم في عمر الإنسان من خمس سنوات.
خمس سنوات لم أشعر بها في عمري ولكني شعرت بها من عمري.
خمس سنوات كان التفاهم فيها سيد الموقف، فلم أذكر أنه منع لي خلالها أكثر من مقالين أو ثلاثة فقط، لأسباب كانوا يشرحونها وكنت أتفهمها.
خمس سنوات وأنا أعرض عقلي من خلال كتابتي عليكم كل يوم لتحكموا عليه وعليها.
أشعر أحيانا أن الكتاب ثرثارون، فالكاتب يوقفك أمام مقالته خمس دقائق أو عشر دقائق من غير أن يتوقف أو يسمح لك بالتعليق أو يسمع منك لو أردت التعقيب عليه.
قيل في قصة مروية عن لقمان الحكيم، إنه عمل في شبابه عند تاجر مشهور من تجار بني إسرائيل، فقال التاجر ذات يوم:
يا لقمان اذبح شاة وأحضر لي أطيب ما فيها، فذهب لقمان وذبح الشاة وأحضر لسانها.
في اليوم التالي قال التاجر:
يا لقمان اذبح لي شاة وأحضر لي أخبث ما فيها، فذهب لقمان وذبح الشاة وجاء إليه بلسانها.
قال التاجر للقمان:
طلبت منك أطيب ما فيها فأحضرت اللسان، وطلبت أخبث ما فيها فأحضرت اللسان أيضا؟!
قال لقمان:
يا مولاي، ما علمت أطيب من اللسان إن طاب وأخبث من اللسان إذا خبث.
لسان الكاتب اليوم هو مقالته، وهي التي أعرضها عليكم خلال هذا السنوات الخمس، فأتمنى أن تكونوا رأيتموها مثل اللسان الطيب على تقسيمة لقمان الحكيم.
بقلم : بن سيف
copy short url   نسخ
06/02/2018
2870