+ A
A -
ما هو سر الزيارات المتكررة التي يقوم بها نتانياهو إلى موسكو، اذ يكاد لا يمر عام الا ويحج رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى العاصمة الروسية؟وهل ان الوجود الروسي الكبير في سوريا اسهم في توطيد علاقة خاصة روسية إسرائيلية تضمن لتل ابيب حظوة لدى موسكو؟
في واقع الامر يعلم نتانياهو قبل غيره ان الغرب مصاب بما يمكن تسميته: هستيريا معاداة الروس ، ومع ذلك يحرص رئيس الوزراء الإسرائيلي على زيارة موسكو والتباحث مع الرئيس الروسي بوتين، وتعزيز التنسيق العسكري بين البلدين فيما يخص الوضع في سوريا والشرق الاوسط برمته، وذلك لسببين رئيسيين، اولهما: ادراك تل ابيب ان روسيا عادت إلى الساحة الدولية، واصبحت رقما صعبا يصعب تجاهله، بل وتقود مسعى لحل الأزمة السورية، وثانيهما: أن تل ابيب تأخذ في الاعتبار ان روسيا لها علاقات وطيدة ووثيقة بدول ذات وزن في الشرق الاوسط لا يوجد جسور إسرائيلية مباشرة معها، ومن ثم يمكن ان تمر الرسائل الإسرائيلية إلى هذه الدول من خلال موسكو، فضلا عن السعي الإسرائيلي لوضع علاقات موسكو بدول في المنطقة في السياق الذي لا يتناقض مع المصالح الإسرائيلية، بالخصوص ما يتعلق بصادرات السلاح الروسي إلى الشرق الاوسط .
غير ان وجه الخلاف بين زيارات نتانياهو السابقة لموسكو والزيارة الاخيرة قبل ايام، ان الزيارات السابقة كانت تتركز على اسس ومبادئ تصيغ العلاقات الثنائية والتنسيق العسكري بين البلدين، اما الزيارة الاخيرة فهي غالبا تركزت على التباحث بخصوص مرحلة جديدة قادمة للصراع في سوريا بدأت نذرها، ربما تنفصم فيها عرى كانت وثيقة بين دول، فمن الواضح ان الحروب المتوهجة في سوريا تدهس فرص الحل السياسي، وتختلف اطرافها، وربما تفاجئ مراقبيها بما لم يكن بحساباتهم.

بقلم : حبشي رشدي
copy short url   نسخ
05/02/2018
1935