+ A
A -
لم تنقطع الاتصالات واللقاءات بين قيادات قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وإطارها السياسي حزب الــ (PYD) ومسؤولين عسكريين روس في سوريا، خلال الفتراتِ الأخيرةِ، وتحديداً بين نائب قائد القوات الروسية العاملة في سوريا، الجنرال أليكسي كيم، وكل من: سيبان حمو، سيهانوك ديبو، نوري محمود، وغسان اليوسف من قيادات حزب الــ (PYD) وجناحه العسكري قوات (قسد).
اللقاءات الروسية مع قيادات من حزب الــ (PYD) وقوات (قسد)، تكررت أكثر من مرة بالرغم من التحفظ التركي، وفي ظل الغموض حول الموقف الأميركي الفعلي تجاه العلاقات المُبطنة مع (قسد) التي باتت أكثر وضوحاً مع قيام واشنطن بتوفير الدعم العسكري الكثيف لتلك الوحدات بالرغم من الإنزعاج التركي الكبير، وحتى الروسي.
حزب الــ (PYD) وجناحه العسكري قوات (قسد)، رغب في حضور مؤتمر سوتشي الذي عقدته موسكو أمس الأول، وملاحظات أنقرة على المؤتمر واسعة، وتتأرجح بين الموافقةِ عليهِ، وبين التفلت منه باعتبارهِ محاولة روسية لخلق إطارات موازية لمسارات جنيف للحل السياسي، ومع ذلك كانت مسألة تمثيل الأكراد السوريين في المؤتمر مثار جدلٍ وتباين واسع بين كلاً من موسكو وأنقره، حين بَرَزَت تلك المسألةِ كواحدةِ من القضايا الإشكاليةِ الكبرى بينهما، لكنها باتت تتراجع الآن في ظل الملاحظات الروسية على سلوك حزب الــ (PYD) وقوات قسد والعلاقة التي تربط تلك المجموع الكردية مع واشنطن.
لقد سَبَقَ أن أعلنت موسكو على لسان المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتييف، أن ثمة بحثاً في مسألة تحقيق أوسع مشاركة للأكراد، وهو ما فُهم منه في حينها، أنه يُمثّل بوادر اتفاق على وجود الاتحاد الديمقراطي، أي حزب الــ (PYD) (النسخة السورية من البي كي كي التركي) ضمن الوفود المفاوضة في سوتشي، إلا أن موسكو ذاتها وعلى لسان لافرينتييف عادت لتؤكد أن الأكراد سيكونون ممثلين في المؤتمر «بشخصيات حيادية لا تنتمي إلى أحزاب سياسية وتحظى باحترام».
المعلومات تُشير بأن موسكو تسعى الآن، لتهدئة الموقف التركي بخصوص تمثيل الأكراد السوريين في مؤتمر سوتشي، وقد أرسلت بالفعل عدةِ رسائل على الأرض لأنقرة بهذا الخصوص، كان منها انسحاب الشرطة الروسية من عفرين قبل بدء عملية غصن الزيتون التركية، وهي رسال مفادها أن موسكو باتت تفضّل الآن تقليم أظافر الجناح العسكري لحزب الــ (PYD)، أي قوات (قسد) في ظل خلط الأوراق الذي تقوم به واشنطن في تلك المناطق السورية المحاذية للحدود التركية التي يسميها حزب الــ (PYD) بمناطق شعوب (روج آفا)، وكلمة (روج آفا) هي التسمية التي يطلقها الإنفصاليون الأكراد على مناطق سيطرتهم شرق وشمال سورية.
وانطلاقاً من الوارد أعلاه، وجهت موسكو دعوات لشخصيات كردية، عددها نحو 150 شخصية لاعلاقة مباشرة لها بحزب الــ (PYD) أو بجناحه العسكري قوات قسد. علماً أن المعارضة السورية رفضت المشاركة بأعمال مؤتمر سوتشي، باستثناء مجموعة «منصة موسكو» التي تحفظت بدورها على مشاركة حزب الــ (PYD) وقوات (قسد) في أعمال مؤتمر سوتشي، وهو ما أشار اليه رئيس «منصة موسكو» قدري جميل حين قال أكثر من مرة أن «قسد لن يكون لها وجود في الوفد المعارض».
بقلم : علي بدوان
copy short url   نسخ
01/02/2018
1966