+ A
A -
لا أعلم من الذي أقنع بعض النساء أن الأمومة تعني عملية الولادة وما عدا ذلك وبعده ليس إلا كماليات تستطيع أن تؤديها بالنيابة المربية المستأجرة والخادمة، وتلاطمات الحياة، ومصائبها......و لا أعلم من أقنع بعض النساء أن الهدف من الوجود في هذه الحياة الدنيا هو التمتع ثم التمتع بها في الغالب مع القليل من تأدية الواجب في مقابل مادي يوفر ثمن هذه المتع التي أصبحت هي الغاية، والهدف المنشود من الحياة لدى هذه الجماعة.... مفجع أن يتلخص هدف امرأة ما،و مفهومها عن الحرية في التنقل بين المطاعم، والمولات.واستعراض ذلك في الإنستغرام،والسناب شات...وكأن الحياة كوب قهوة،أو قطعة شوكولاتة. وفي مشهد آخر وقعت بعض النساء في فخ البحث عن الذات وإثباتها، ومعضلة فقد الثقة، وضآلتها أمام هذا المد العولمي الهائل الذي رفع مقاييس الجذب،والقبول الجسدية،الظاهرية.وجعل من تحقيقها هاجسا ملحا لدى الكثيرات، وربما من حيث لا تعلم اختارت بعض النساء التمرد على هذه الثقافة الضاغطة،غير السوية والإحتجاج عليها بطرد الرجل من حياتها،طالما كان في مدرج تشجيعها، وإلغاء أهمية الأسرة،وحقوق الأبناء، والثقافة الحقيقية للحياة وأهدافها ومتطلباتها. وأحلت مكانها الأقل كلفة،وقلقا بالنسبة لها التسكع في المطاعم والمولات حيث لا يتطلب ذلك سوى المال والشهية.
الصادم في الأمر أن مشروع أسرة مستقرة، وأطفال نجباء متزنين نفسياً، وسلوكيا قد ينهار تحت عبثية هذا المشهد...وحيث لا تستطيع ماري، ويبا تنشئة الأبناء،وتربيتهم....ولا يستطعن منحهم العاطفة،والهوية،واللغة.
ولا أعلم من أقنع بعض النساء أن الطلاق من أجل تحقيق هذه الأهداف لا بأس به مادام يمثل صك الحرية بالنسبة لها.
وأقول تباً لمن خلق فكر وثقافة، وعقول هؤلاء النساء حيث تهمل خلفها أعظم ما يمكن أن تقدمه المرأة للبشرية. إنها جريمة وإن لم تدرج ضمن الجرائم في القانون....جريمة مع سبق الإصرار،والترصد ضمن جرائم القتل العمد حيث تقتل هنا أجيال....ويتم اغتيالهم بكل برود عاطفيا، وسلوكيا، وثقافيا.و النتيجة ذلك الفراغ غير المنظور في الكفاءات البشرية المبدعة التي تمتلك الهوية،والإنتماء الحقيقي،وحيث لا تستطيع المؤسسات التعليمية وحدها إحياء هذه النفوس التي ذوت تحت مظلة الإهمال.
طبعا هي ليست جريمة المرأة وحدها،بل يشاركها الرجل مع سبق الإصرار،والترصد أيضا بصورة أو اخرى.لكنني هنا أردت التعرض لظاهرة الأمهات بلا تنفيذ.في محاولة لنكش تلك العاطفة التي توقفت عند البعض،في محاولة للتذكير،ولفت الإنتباه لحجم مارأيت من ألم عاطفي يعانيه بعض الأبناء...تراه في أعينهم...في انكسار أصواتهم...في ذلك الغضب المتراكم في صدورهم،وسلوكياتهم.
هل تعلمون أيها الرجال وأيتها النساء كم عالما مات فينا، وكم شاعرا،وكم قائدا...هل تعلمون كم ضيعنا من السنين،والفرص كي نتقدم...أنه الكثير لو كنتم تعلمون.

بقلم : مها محمد
copy short url   نسخ
30/01/2018
2800