+ A
A -
كان ألين الناس، وأكرم الناس، وكان رجلاً من رجالكم إلا أنه كان ضحاكاً بساماً، هذه بعض من صفات رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم كما ذكرتها السيدة عائشة رضي الله عنها، وأخبرنا رسولنا عليه أفضل الصلوات أن تبسمنا في وجه إخوتنا في الإنسانية صدقة، وفي حين يلتزم معظم المسلمين بصدقة الأموال يضنون بصدقة الابتسامة التي لا تكلف شيئاً وفي نفس الوقت تفتح كل أبواب القلوب المغلقة بسهولة ويسر،هل تريدون أمثلة... ليكن! أغلبنا حج بيت الله أو أدى العمرة، حيث ملايين البشر من جميع أنحاء العالم ممن يدينون بالإسلام، بربك كم شخصا التقيته من بين هذه الملايين وابتسم في وجهك، في الطواف في السعي والمروة وفي كل شعائر هذه الفريضة المقدسة كم شخصا لاقاك ببشاشة.. بابتسامة.. بلطف.. الكل يهرول متجهما وكأنه في معركة وعليه أن يفوز فيها، يدفعك، يلكزك، يزاحمك بخشونة في المساحة التي يتساوى فيها البشر جميعا «السجود والركوع» لرب العزة، يصرخ في وجهك أن دست على قدمه دون عمد، ويضربك أن أستدعى الأمر، وكأن هذا لا يكفي فتجد العاملين على تنظيم هذه الشعيرة من رجال ونساء يعاملونك كأنك مجرم ستقضي مدة محكوميتك في أيام وتغادر، التكشيرة والفظاظة هي السبيل الأوحد لتأدية وظيفتهم، ولا أجد وصفا ينطبق على هؤلاء أدق من وصف الإمام والعالم الجليل أبي حامد الغزالي «العبادة ليست في تقطيب الجبين وكأنك مستقذر للناس، أو غضبان عليهم، أو منزه عنهم، ولا في الخد حتى يُصعر، ولا في الظهر حتى ينحني، ولا في الرقبة حتى تُطأطا، وإنما الورع في القلب». وللأسف والأسى نجد الكثيرين يتبعون سنة سيد الخلق ورسولنا الكريم في الملبس والمأكل فقط، أن لنا في رسول الله قدوة حسنة، ألا يجب أن نتبعها، لقد وصفه أصحابه بأنه أكثر الناس تبسماً، في السراء والضراء كانت الابتسامة لا تفارق شفتيه، وكان يدعوهم إلى الطلاقة والبشاشة «لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق» ويروي الصحابي كعب بن مالك رضي الله عنه، إنه ذهب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ليعتذر عن تخلفه عن غزوة تبوك فيقول «سلمت عليه فتبسم تبسُم المُغضب» هل هناك خلقُ يحتذى أكثر من الاحتذاء برسول الله، حتى وهو غاضب يبتسم، لقد كان يستقبل أشد أعدائه له بغضا بابتسامة فيتبدد البغض والكره وتلين القلوب، إن البشاشة كما قال أحد الشعراء مصيدة المودة، والبر شيء هين، وجه طليق.... وكلام لين.

بقلم : وداد الكواري
copy short url   نسخ
17/01/2018
3436