+ A
A -
قال سبحانه وتعالى «وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة، ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الـلـه وعدوكم» (الأنفال 60). لنلاحظ أنه عـز وجلّ جعل رباط الخيل (القـوة العسـكرية) معطـوفاً على القوة، ونبهنا العلي القدير بهذا إلى أن القوة ليسـت القوة العسـكرية وحدها، بل إن للقوة جوانب ومظاهر أخرى، فالاتحاد قوة، ورص الصفوف قوة، والعلم قوة «ومن علم لسان قوم فقد أمن شرهم»، وفي العالم الحديث تجليات كثيرة للقوة: المال إذا أحسن استخدامه، الإعلام والفنون، السياسة والعلاقات الدولية، الاقتصاد، وقد فعلت إسرائيل وقبلها الصهيونية العالمية هذا كله، فماذا فعلنا؟ وماذا أعددنا؟
وصلني مقطع فيديو يتضمن مقابلة مع يهودي متشدد يقود مظاهرة على «الأرض المقدسة» كما يسميها، ولا ينطق اسم إسرائيل ولا يعترف بها، وينادي صراحة بأن الصهيونية عدوة لليهودية، وأن ما يفعله نتانياهو وغيره تدمير للدين اليهودي. هؤلاء ليسوا قلة بين اليهود غير الصهاينة، ولهم صوت مسموع في أماكن وجود اليهود، مثل منظمة «صوت يهودي من أجل السلام» وإذا كان المسيحيون الصهاينة من أشد أنصار إسرائيل، فإن في الولايات المتحدة نفسها كنائس ترفض ما تفعله إسرائيل والحكومة الأميركية أهمها المشيخية الإنجيلية الأميركية، وأوكلت تحويل الرفض إلى أساليب عملية إلى المجلس الوطني لكنائس المسيح الذي يضم 34 طائفة يمثلون حوالي 40 مليون عضو، وسبق لها أن سحبت استثماراتها من إسرائيل، وهددت الشركات التي تستثمر فيها إذا عملت هذه الشركات في الاستيطان. ماذا فعلنا للتواصل مع هؤلاء ومساعدتهم واستثمار مواقفهم في دحض المزاعم الأميركية والصهيونية؟
في ديسمبر 2016، تبنّى مجلس الأمن الدولي قراراً أعاد تأكيد عدم شرعية المستوطنات اليهودية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكان مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قد تبنّى قراراً يضع «قاعدة بيانات بأسماء جميع المؤسسات والشركات التي سهلت المستوطنات، واستفادت من توسيعها»
وكان يفترض أن تنجز قاعدة البيانات هذه في ديسمبر 2017، علماً أن «إسرائيل» والولايات المتحدة، تحاولان منع نشرها، لأنها تشمل ما لا يقل عن 150 شركة. وقال السفير «الإسرائيلي» لدى الأمم المتحدة: «سنفعل كل ما باستطاعتنا لكي لا تبصر هذه القائمة النور» وقالت الخارجية الأميركية: «نحن نعتبر أن هذه القائمة السوداء ستأتي بنتائج عكسية». أظهر تقرير للأمم المتحدة، يعود إلى 2014 أن حملة المقاطعة هي عامل رئيسي وراء انخفاض الاستثمارات الأجنبية المباشرة في «إسرائيل»، بنسبة 46%.
أغدقنا مئات المليارات على الحكومات الغربية ونحن نعلم أنها لن تغير موقفها، فلماذا لم نتوجه إلى هذه الشركات لتعويضها عن الاستثمار في إسرائيل وإغرائها بالاستثمار في بلادنا؟
بقلم : نزار عابدين
copy short url   نسخ
15/01/2018
2159