+ A
A -
ما نشر حتى الآن من مقتطفات تضمنها كتاب «نار وغضب» لمؤلفه مايكل وولف القاص وكاتب العمود الاميركي الشهير ذي الاربع وستين عاما، كفيل بإسقاط الرئيس دونالد ترامب كما يقول الكثيرون في اميركا من اكاديميين وخبراء ومراقبين.
الكتاب طبع ونشر ويوزع على نطاق واسع، والكتاب باختصار فضيحة وسيثير، بل بدأ يثير موجات تسونامي في العالم. فثمة خلطة غير عادية من المعلومات والتوقعات والتصريحات والتصرفات الكفيلة بتغيير ما يسمى منظومة الرئاسة في الولايات المتحدة.
استندت مادة الكتاب الصاعق بحق على اكثر من 200 مقابلة اجراها المؤلف وزميله ستيف بانون مستشار ترامب السابق والخبير الاعلامي والسياسي الذي وصف هو ومايكل وولف بذبابتين على الحائط، لوصف وجودهما الدائم بقربه خلال 18 شهرا مرت لاستقبال الكلمات الخارجة كرصاص مختلف المقاسات من فم رجل لم يتوقع يوما ان يصبح رئيسا للولايات المتحدة.
كان متَّفقا عليه بين الجميع على ان ترامب لن يكون الرئيس، وهو ما اعتقده ترامب نفسه الذي رفض بوتين في البداية استقباله. فكيف يستقبله وقد اعتاد على وصف كل من يراهم حول ساعة تلو ساعة بالاغبياء والجهلة؟ وكيف يجمع مساعديه حوله وهو يقول لهم باستمرار ان فريق كلينتون الانتخابي الافضل في العالم؟
يروي وولف من خلال شهادات موثقة حول مسلك الرئيس الجديد انه لا يحب القراءة مطلقا، ويعزل نفسه من السادسة والنصف مساء في غرفة تضم ثلاثة اجهزة تليفزيون شغّالة؟ لذلك لم يكن مستغربا ان يتساءل المحيطون به حول قدرته على الحكم، ويصفونه بأنه اشبه بطفل يسعى طوال الوقت لإرضاء نزواته.
وفي كل الاحوال، فإن ما قاله كبير الاستراتيجيين كما يوصف ستيف بانون، المجنون هو الآخر، والذي كان يظن انه سيصبح الرئيس الفعلي للولايات المتحدة الى ان طرده ترامب، اثار غضب الرئيس بطريقة لا تضيف الكثير الى ما هو معروف عنه، سوى تفاصيل اخرى مليئة بالسباب والصراخ. وفي كل الاحوال، يقول وولف إن كتاب «النار والغضب» سيناقشه الناس على موائد الطعام لأسابيع وشهور قادمة، قبل ان يقضي على بقية ما تبقى من رئاسة لهذا الرجل الغريب الاطوار والمبادئ.
وكان لدى بانون الذي اصبح كابوسا لترامب، اعتقاد راسخ بأنه رئيس في الخفاء وبأنه صاحب السطوة الحقيقية والعقل المدبر لكل شيء من وراء الستارة. ويقول انه الشخص الذي اقنع ترامب بإعلان كراهيته للاسلام والمسلمين، وبأن نقل السفارة الأميركية من تل ابيب الى القدس هو من بنات افكاره.
كثيرة هي التفاصيل الكاشفة للائحة طويلة مما يصعب تصديقه لشدة غرابته، فقد وصف الصينيين ذات يوم بأنهم من الشعوب العاملة كالألمان في الثلاثينيات، «ولكن لأن لدينا دولة وطنية فسنحاول اعادة الجنّي الى الزجاجة التي أخرجناه منها».
غير ان عداءه للمرأة كان واضحا ابتداء بابنته وزوجته، وكان يفتخر بذلك. وقد قربه حبه للعلاقات النسائية من بيل كلينتون الرئيس الذي اقام علاقة مع «مونيكا» وأثار غضب هيلاري.

بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
08/01/2018
3170