+ A
A -
ويرحل كما رحل أخوته، يودعنا بكم من الذكريات والمواقف والصور المفرح منها أو تلك الصور الحزينة، وداع لا يبقى منه إلا تلك الصور واللقطات والذكريات والوجوه التي التقيناها، وذكرى شذى عطر.. لنستقبل من يأتي بعده برقم معلوم وبشهور وفصول نجهل ما سيكون بها! ولا يمكننا أن نعرف ونتنبأ بها رغم تسابق أسماء وفلكيين ومنجمين ومن جعلوا بداية عام ووداع عام ليلة يتسابقون فيها بالتوقعات التي تمس دولا وشخصيات وتذكر غيبيات وكأنها يقين في تسابق قنوات لحصد الإعلانات من وراء ذلك.
عام يرحل وعام يقدم، وقلوبنا تزدحم بالأماني والأحلام وعقولنا تضج بالأفكار والقرارات.. هي مجرد أرقام.. يرحل 7 الرقم المفضل لديّ.. ليقدم 8 ونحن كما نحن.. بأرواحنا وأفكارنا وقلوبنا وشخصياتنا.. وأمنياتنا.
تسألني صديقة ماذا قدم لك عام 2017؟ بلقطة سريعة جدا وشريط ذكريات وصور تحرك أمامي.. بدأت السنة كما الأمس القريب في استقبالنا عام 2018، عام 2017 حمل الكثير، والتقيت خلاله القليل من البشر.. تعلمنا منها، عام صمت وانزواء وتأمل وشكر لله، نصف عام جعلنا ندرك جميعا نعم وخير وأهمية الوطن والقيادة وقيمة الأرض وأهمية أن تكون ملتحما مع الوطن وقيادته لتعطي بحب وصدق.
عام استقبلنا فيه أرواحا جديدة تحمل الأمل والتفاؤل والغد الأجمل معهم.. وعام ودعنا فيه أسماء وأرواحا وشخصيات.. كانت معنا ولم يبق لها إلا الذكرى والصور واللقطات التي كانت معهم..لا نعني بالرحيل الفقد بالموت فقط، وإنما الرحيل بكل أشكال الرحيل والغياب لمن ظننا يوما بأنهم صحبة.. ولكن هي ظروف الحياة تأخذ بالأجساد والأفكار إلى طريق آخر، وتأخذ بالأرواح بعيدا عنا.. لتفترق!
من المهم أن نبدأ عاما وكل أيامنا ورحلة أعمارنا بحسن الظن بالله في منعه قبل عطائه، كم منا كان يرسم مسار حياته وعمله ورحلته بالحياة الرسم الدقيق، ويحسب حساب اليوم واللحظة وقد يحسب حساب الكلمة وما يتفوه به، وقد يخطط ويرسم سيناريو ويأمل عليه الآمال والرؤية واليقين بخططه وتدابيره بأنها ستكون حسبما رسم وخطط لها...
وفي لحظة كل تلك الخطط والآمال تذهب أدراج الرياح بسيناريو لم يخطر على عقل بشر، ولم يضع الإنسان ضمن تصوره وخططه كخطط بديلة.. بل إنها تكون وتفرض وجودها رغم عنه.. لتغير كل شيء وتقلب صفحات وصفحات وقد تمزقها أو تمحيها اللحظة التي شاء الله سبحانه وتعالى لمشيئته أن تقع، وإرادته أن تكون وتتحقق.. وكم من بشر يكابرون على مشاعرهم وعلى مشيئة الله وإرادته ورزقه بما وضعه في قلوبهم تجاه غيرهم وأيضا هي كذلك مشيئة الله تسري وتغلب وتكون رغما عن الجميع.. كم من مواقف وتجارب عاشها أشخاص وكانوا خلالها.. في لحظة الصدمة.. رؤيتهم ضبابية وسوداوية وكئيبة وأليمة لما جاءت به الأحداث.. ولكن علم الخالق وهو أعلم بعباده وظروفهم.. يقدر لهم خلاف ما تمنوا ورسموا له.. ليكونوا على يقين اختيار الله هو الأفضل لنطمئن إننا نملك يقين الإيمان بالقضاء والقدر.. واليقين إن الله معنا ولا يضيع عباده....
آخر جرة قلم: جميل أن يبدأ الإنسان عاما جديدا من عمره بخطط وأهداف يسعى للعمل على تحقيقها بعد التوكل على الله.. جميل أن يفتح الإنسان مسارات روحه لتتحرك وتنطلق وتستقبل كل جميل، جميل أن نرسم التفاؤل والأمل واليقين بالله إنه لا يكتب ويقدر للإنسان إلا الخير.. عام تتسابق الأقلام في تدوين الأجندة.. لندون ونكتب ونقرر ونعزم على التغيير، ونبدأ بالإنتاج.. والالتفات لداخلنا وأعماقنا وجمع الأفكار والتصورات والعمل ضمن حيّز الإنتاج والإبداع لنشعر بجمال الإنجاز والعطاء وجمال تأمل الذات
وكل عام وأنتم بخير..

‏TW:@SALWAALMULLA

بقلم : سلوى الملا
copy short url   نسخ
04/01/2018
3324