+ A
A -
أكثر من مائة خمسة وعشرين من البشر، هم الآن في أشد الحاجة لمساعدات إنسانية عاجلة، أبرزها: الطعام.
كيف لهذا العالم ان ينوم، دون كوابيس، وفيه فرد واحد، يتضور جوعا.
حيث كان الجوع، كانت السُبّة.
أتخيلهم، أصحاب المصارين الخاوية، يسبون هذا العالم المتخمة حتى زبالاته، ببقايا الطعام.. واتخيلهم يشبون الآن.. الآن.. بعيون مصارينهم اليابسة إلى اسطنبول، حيث تنتظم اول قمة أممية إنسانية، من أجل بناء استراتيجية اممية لمجابهة الكوارث الإنسانية، وفي مقدمتها كارثة الجوع.
هذا العالم، ظل ضميره لوقت طويل، في غيبوبة تامة، والملايين الذين يفرون من مناطق الكوارث والازمات، يصرخون ويستصرخون أي ذرة مروءة، ولا ذرة.. والعالم- إلا من رحم ربي من دول الأيادي الخيرة، في لامبالاته المخزية، والمفجعة.. والأشد كارثة من كل الكوارث الطبيعية، وتلك التي من صنع هذا الإنسان، الظلوم.. الجهولا!
القمة الإنسانية، كانت ضرورية.. وليس المستقبل من ناحية الذين يفرون من الكوارث، إلى كارثة الضمير الأممي، بأحسن حالا، من الحاضر، بأية حال من الأحوال.
القمة، قالت شيئا مهما: هذا العالم بدأ يتحسس ضميره الإنساني.
حيث كان الضمير- الفردي أو الأممي- كانت اليقظة. وكان المروءة، وكان التوادد، والتراحم، وكانت المشايلة الإنسانية في أتم صورها، وأبرز تجلياتها.. وحين تتجسد على الأرض كل قيم الضمير الحي، سيصبح هذا العالم، أقل عنفا.. وأقل كراهية.. وأقل تشددا، وإقل احساسا بالظلم.. وبالتالي أقل إرهابا.
حديث كثير، قيل عن محاربة الإرهاب.. ولا محاربة لهذا الإرهاب، إلا بايقاظ الضمير.. وارساء قيم المشايلة الإنسانية، في السراء والضراء.
المشايلة من قيم القرية، تلك التي تآلفت فيها بهذه المشايلة أرواح سكانها.. وهذا العالم لن تأتلف فيه أرواح البشر إلا بالمشايلة. أولم يصبح هذا العالم- بكل المقاييس- قرية كونية واحدة؟.

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
24/05/2016
977