+ A
A -
مرة أخرى ينتفض الإيرانيون ضد السلطة خلال السنوات الثماني الأخيرة.. ففي يونيو 2009 اندلعت «الثورة الخضراء» احتجاجاً على قيام الحكومة بتزوير الانتخابات الرئاسية من أجل فرض التجديد للرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، المتهم اليوم بقضايا فساد.. يومها لم يتورع «الحرس الثوري» عن إطلاق النار على المتظاهرين، مما أدى إلى وقوع ضحايا، وقام باعتقال الآلاف الذين مازالوا إلى اليوم في السجون.
هذا حصل قبل نحو سنة ونصف السنة من اندلاع ثورات «الربيع العربي» في تونس ومصر واليمن، ثم في ليبيا وسوريا.. وبما أن طهران كانت غير قادرة على التدخل أو التأثير على مجرى الانتفاضات في تونس ومصر وليبيا، فقد سارعت إلى تقديم «الوصفة الإيرانية» للنظام السوري، الذي لجأ بعد عشرة أشهر من ثورة السوريين السلمية ضد بشار الأسد إلى البدء بإطلاق النار على المحتجين، وزج الجيش ودباباته وبراميله المتفجرة في المجازر التي راحت ترتكب ضد السوريين.. القمع الدموي نجح في إخماد «الثورة الخضراء» في إيران، فلماذا لا يتم استعماله ضد «الثورة السلمية» في سوريا!
واليوم يتحرك الإيرانيون مجدداً احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية ومستوى المعيشة وغلاء الأسعار.. وانطلقت الاحتجاجات من عدة محافظات إيرانية لتمتد في نهاية الأسبوع الماضي إلى العاصمة طهران وقم مدينة الحوزات الدينية.. والأهم واللافت أنها تأخذ طابعاً سياسياً مطالبة السلطة بوقف دعم منظمات وميليشيات غير إيرانية، وبوقف تدخلها (العسكري) في سوريا والعراق وغزة ولبنان، بحسب الشعارات التي رفعها المحتجون.. ربط العاملين الاقتصادي والخارجي ببعضهما البعض يعني رفع الصوت ضد سياسة الحكم ورفض تدخله في الخارج لما لذلك من تأثير على أوضاع الإيرانيين في الداخل.
(يتبع)
بقلم: سعد كيوان
copy short url   نسخ
02/01/2018
2344