+ A
A -
من الصعب جداً، بل من المستحيل، معرفة ما يجري في إيران من احتجاجات، بدقة. فليس من السهل التفريق بين السياسي والاقتصادي، أو بين العقوبات والنوايا.
ورغم مشاهدة البعض وهم يحرقون صور مسؤولين، أو سيارات ومساكن في أماكن متفرقة، فإن خبراء أميركيين يقللون من شأن تأثير دونالد ترامب الذي انتقد السلطة الإيرانية.
ونذكر جميعاً أن ترامب توعد إيران منذ بدء حملته الانتخابية باحتوائها بكل الوسائل الممكنة بما في ذلك العسكرية إذا لزم الأمر، إذا لم توقف ما وصفته بتدخلاتها العسكرية وتوسعها الجغرافي في الدول العربية المجاورة، ومد نفوذها إلى عواصم تلك الدول وخاصة دمشق وبغداد وصنعاء وبيروت.
وقد ذهب ترامب في تهديداته إلى حد اجتماعه مع الملك سلمان في الرياض في شهر مايو الماضي، واتفاقه معه على أن يتشارك البلدان في تحجيم إيران. وليس ذلك فحسب، إذْ أبدت إسرائيل رغبتها في الانضمام إلى أي جهد هدفه مواجهة المشاريع الإيرانية، وخاصة نية طهران إقامة قواعد عسكرية في سوريا، وبناء جسر بري يمتد من طهران إلى بيروت.
وفي كل الأحوال فإن المداخيل الإيرانية تزايدت منذ عام 2015 في أعقاب توقيعها الاتفاق النووي مع الدول الكبرى مما أتاح لها رفع العقوبات الدولية وتمكينها بالتالي من الإنفاق على مشاريعها العسكرية.
وفي كل الأحوال فإن الارتفاع الهائل لمدفوعاتها الحربية، لم يسهم في تحسين أحوال الإيرانيين المعيشية.
المعلومات المتوفرة حول إيران تأتي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وليس الإعلام التقليدي الذي يخضع لقيود مشددة تمنع النشر دون إذن رسمي. ويستفاد من الأنباء المنشورة أن الحرس الثوري هدد كل الذين يتسببون بالأذى للبلاد.
وتكاد الغالبية العظمى من الخبراء تجمع على أن الجمهور الإيراني يتوق لإحداث تغييرات سريعة في المجالات الاجتماعية والاستهلاكية، وأنه مهتم كذلك بضرورة وقف موجة غلاء الأسعار والاهتمام بتحسين مستوى حياة الفقراء. ويشعر المسؤولون في طهران أن الناس لا يرغبون في خيار اللجوء إلى القوة كمخرج لهذه الأزمة، لذلك فإنهم يحسون بالاطمئنان إلى أن الهبة ستخبو أسرع مما هو متوقع.

بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
01/01/2018
2742