+ A
A -
تلك لحظة جرد الحساب.
أتحدث عن تلك اللحظة الفاصلة بين عام يقول لك باي باي، وبين عام يقول لنا أهلا.
العام الذي راح اختبرناه واختبرنا. عشنا فيه ما هو مكتوب لنا في اللوح المحفوظ، في كل ثانية من ثوانيه، وفي كل ثالثة.. والعام الذي يجيء لا ندري ما تخبئه لنا فيه الأقدار، لكن برغم ذلك، جرت العادة ان نفرح، في تلك اللحظة التي تجيء في أول ثالثة من اللحظة الفاصلة.. نفرح ونهلل، ونتبادل التهانى!
فى اللحظة الفاصلة، تطفأ الأنوار.. وتلك عادة.. لكن في تلك اللحظة، يضيع الناس عادة، ما في تلك اللحظة الخاطفة.. لحظة الإظلام، وتلك هي لحظة الخلوة مع الذات، لجرد الحساب!
في لحظة الإظلام، لا يتوزع الخاطر، ولا يشغل العين ما يشغلها من المرئيات. أنت وذاتك، والحساب.
من منا من يحاسب نفسه في تلك اللحظة، عن ما فعل في كل لحظة من اللحظات التي عاشها بالطول والعرض، في العام الذي سيرحل؟
أتصور لا أحد، والعادة جرت أن نكون متلهفين للحظة التي تعبر فيها عقارب الساعة إلى أول ثالثة من العام الجديد.
أنا حزين الآن لأنني مثل كل الآخرين، ضيعت لحظة الخلوة مع الذات.. لحظة جرد الحساب.

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
01/01/2018
2981