+ A
A -
نحاول أن نتفاءل ونعبر عن قناعتنا بأن الأمور عام «2018» لن تكون أسوأ مما كانت عليه عام «2017» فيخرج علينا من يقول بلهجة لا تخلو من «حكمة تهكمية» مفادها أن العام المنصرم كان عام زرع الشرور، فيما سيكون الجديد عام تعميقها وتغميقها في سوريا.
يجدر بنا ألا نتوقف عند عبارات يكثر ترديدها عند الانتقال بين الأعوام، وهي في أغلبها سيئة كما أذكر، لكن إعلان «بريت ماكفورك» مبعوث ترامب أن معارك التحالف الدولي مع إرهاب داعش سيستمر في الربع الأول من العام الجديد، ثم يُتبع ذلك بالقول إن الولايات المتحدة باقية في سوريا للتأكد من هزيمة «تنظيم الدولة»، لا نشعر بأي تفاؤل، بل ينتابنا كم لا بأس به من الرعب، خاصة عندما يضيف العقيد «رايان ديلون» إلى ذلك قوله إن تقديرا للمخابرات يتحدث عن وجود ألف إرهابي من داعش والقاعدة في سوريا والعراق الآن.
كثيرة هي الأخبار المتفجرة والمحملة بالعواقب، فهذا وزير الدفاع جيمس ماتيس يعلن أن القوات الأميركية ستنتقل بين العراق وسوريا للمشاركة في الاستيلاء على الأراضي الشاسعة التي سيطر عليها داعش في البلدين.
ولكن يبقى أردوغان اللاعب الأهم، فبعد يوم واحد فقط من إعلانه في مؤتمر صحفي أن بشار الأسد إرهابي لا يجوز أن يحكم سوريا تحت أي ظرف، (وصمت بوتين على ذلك) ها هي صحافة تركيا تقول إنه يزمع تشكيل «ناتو تركي» يضم بلاده وأذربيجان وقرغيزيا تحت اسم «جيش العالم التركي الموحد» ربما يضم منغوليا أيضاً.
وتقول صحيفة «ملييت» إن هذا الحلف الذي وضعت خطته عام «2013» أملته خلافات أنقرة مع الناتو الغربي التي هي عضو فيه، وأن المشروع الجديد ضَمِن مباركة موسكو الخفية في المرحلة الأولى. غير أن أهمية ما بحوزة الرئيس التركي تزداد منذ أن تعهد عدة مرات بإفشال «ممر إرهابي» في شمال سوريا تسعى أميركا ودول غربية لإنشائه بهدف الوصول منه إلى تركيا المحاذية له عند اللزوم. ومما قاله أردوغان محذراً: «سنقوم باللازم عندما تحين اللحظة».
واللافت أن تناقض أهداف الأطراف المتورطة في الصراع السوري تتبدل بسرعة، فالحرب التي أعلن بوتين عدة مرات عن انتهائها هناك، ترفض أن تتوقف، حتى بعد قوله الأسبوع الماضي، إن معظم قوات بلاده ستغادر عائدة إلى روسيا. وكما يبدو فإن الخلافات بين تلك الأطراف لا تبشر بخير، خاصة بعد اتهام الخارجية الروسية مسلحين غربيين بقصف المطار الدولي في اللاذقية وقاعدة حميميم مقر القيادة الروسية في سوريا.
ونتعرف كذلك على مزيد من معيقات السلام،ليس فقط من تخصيص ترامب نصف مليار دولار لتفجير حرب أهلية سورية لإسقاط بشار ودعم أردوغان الضمني لهذا الالتزام، ولكن جراء توقيع بوتين يوم الجمعة قانوناً يشدد العقوبات على «الجهاديين» بعد اعتداء تبنته داعش في سان بيترسبورغ أسفر عن «12» إصابة بعد هجوم وحشي لها على كنيسة في سيناء قتلت «12» مصرياً مسيحياً.
وعندما رفع بوتين عقوبة العمل الإرهابي من عشر سنوات إلى السجن المؤبد، فإنه يؤكد خشيته من عودة المقاتلين الشيشان من سوريا. لكن ما يجب الإقرار به هو أن القتل النظامي والإرهابي ما زالا يستوطنان سوريا، بل زادا منذ قدوم القوات الروسية التي رفعت منسوب الدم والخراب والتشرد والتعقيد في ذلك البلد.
بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
31/12/2017
3058