+ A
A -
ثانياً: إضعاف قدرة أميركا على توفير الحماية للسياسات الصهيونية الاستيطانية التوسعية في الأمم المتحدة، يترافق مع انحسار وتراجع استراتيجي في قدرات الولايات المتحدة على إخضاع دول العالم اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً ودبلوماسياً، وحصول تحول استراتيجي في موازين القوى الدولية في مصلحة دعم الحق العربي الفلسطيني، وأن هذا التحول الاستراتيجي يجعل كيان الاحتلال لأول مرة منذ تاريخ نشأة احتلاله لفلسطين عام 1948 أمام فقدان الغطاء الدولي الذي كانت أميركا توفره له.
ثالثا: سقوط كل الجهود الأميركية الصهيونية لحرف الصراع عن القضية الفلسطينية، وتحويله إلى صراع عربي إيراني تارة، وصراع في مواجهة الإرهاب الذي أوجدته أميركا والصهيونية العالمية لإلهاء العالم والعرب عن الصراع مع الاحتلال الصهيوني، وبالتالي تمكنه من إيجاد المناخات المواتية لتصفية القضية الفلسطينية لمصلحته.
رابعا: سقوط الرهان الأميركي الصهيوني على تمرير ما سمي بصفقة القرن لفرض الحل الصهيوني في فلسطين، من أهم حلقة من حلقاتها وهي القدس. لو نجح ترامب في تحويل قراره المشؤوم إلى موضع خلاف دولي بين مؤيد ومعارض له لكان قد أزال أهم وأكبر عقبة تعترض صفقة القرن ومهد الطريق لتمرير شطب حق العودة والاعتراف بالدولة اليهودية العنصرية. غير أن النتيجة جاءت معاكسة تماما فلم تؤت الرهانات الأميركية الصهيونية أكلها. ويمكن القول إن الاختبار الأميركي في جس نبض العالم إزاء ردة فعله بشأن اعتراف أميركا بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال. قد أدى، إلى جانب فقدان أميركا دورها القائد لما سمي «عملية السلام»، إلى استحالة تمرير صفقة تصفية القضية الفلسطينية وتهويد مدينة القدس، التي لها رمزية دينية كبيرة بالنسبة للمسلمين والمسيحيين العرب، وهو ما تجسد في انتفاضتهم دفاعا عن عروبة المدينة المقدسة على نحو غير مسبوق.

بقلم : حسين عطوي
copy short url   نسخ
31/12/2017
2115