+ A
A -
لم أتصور أن تكون الأزمة السورية إلى هذه الدرجة من السوء. ربما يكون بوتين قد ضحك علينا أكثر مما تتحمل عقولنا، وربما ضحك علينا الأميركيون، بل والأكراد أيضاً.. وهذا كله واضح كما سنشرح.
لكن المفاجأة الكبرى جاءت على لسان أردوغان عندما قال في مؤتمر صحفي شاركه به الرئيس التونسي قايد السبسي، ان بشار الأسد سيُسحب من الصورة، فلا سلام بوجوده، وإنما هناك حرب فقط.
في وقت سابق ضحكنا بين فرحين وغير مصدقين ونحن نسمع عن إعادة إعمار قادمة بمئات المليارات، وعن مناطق تهدئة ستجعل سوريا أربع «سويسرات» ! ضحكنا على تقسيم كهذا وتمنينا هذه السويسرات الأربع، وصفقنا عندما سمعنا عن التعايش الآتي بين مكونات الشعب الإثنية، حيث لا يؤخذ التقسيم الطائفي أو المذهبي وحده على محمل الجد ما دام الحكام هم قلة لا تزيد على خمسة بالمائة من السكان يضاف إليهم 85 % من السُنة وعشرة بالمائة من المسيحيين.
غير أن فرحتنا لم تدم، خاصة عندما حاول بوتين أن يقنعنا قبل أيام عندما استضاف بشار الأسد في قاعدة حميميم الروسية لأول مرة، أن معظم القوات الروسية ستنسحب من سوريا على الفور، فالبلاد الآن بخير، ومناطق التهدئة، حسب بوتين، يجب أن تتحاور وتتعاون بكثافة تقربها من بعضها وتبعد عنها مخاطر التقسيم.
كل شيء على ما يرام اذن، كما قلنا لأنفسنا، ورحيل المحتل أو المنقذ (كما تشاء) يفيد بأن سوريا على عتبة السلام. لكن يا فرحة ما تمت، إذ سرعان ما سمعناه أردوغان يعلن من تونس بالحرف الواضح: «بشار الأسد إرهابي ويستخدم إرهاب الدولة ولا نستطيع مواصلة الطريق معه، إذا فعلنا ذلك فإننا سنرتكب خطأ بحق مليون سوري قتلوا في الصراع».
وفيما أكد أردوغان قناعته بأن بقاء بشار يعني استحالة احراز تقدم، كتب الصحفي الروسي فلاديمير موخين في صحيفة «نيزا فيسمايا غازيتا» أن الولايات المتحدة تجهز لحرب جديدة في سوريا، وأن ترامب وقع على أمر شراء أسلحة بحوالي 400 مليون دولار لقوات سوريا الديمقراطية الكردية وهو ما يتناقض مع اعلان البنتاغون أنه لن يسلح الأكراد بعد هزيمة داعش.
ويصر الكاتب الروسي على أن تحليل الوضع الآن ينذر بحرب أهلية واسعة مع بروز وعود باستمرار واشنطن في تسليح معارضي الأسد عام «2018» ليصل مجموع المساعدة إلى نصف مليار دولار تكفي لتشكل جيشا كاملا قادرا على تفجير حرب أهلية كبيرة ضد الأسد.
والأخطر حسب الصحيفة الروسية أن خمسين من زعماء القبائل السورية التقوا في الريحانية بتركيا لمناقشة التعاون مع أنقرة للقتال ضد النظام والأكراد. وما يزيد سخونة الوضع أن روسيا بصدد زيادة عدد قواتها في سوريا، في وقت تواصل فيه طائراتها دك أعداء النظام في محافظات كدمشق وحمص !!
بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
30/12/2017
2679