+ A
A -
هذه الأيام تحديداً ومع ارتفاع وتيرة المراهقة السياسية لدول الحصار نرى أن ملفات جديدة مازالت تفتح، وأن القبور مازالت تنبش، والمسرحيات الهزلية تتوالى وكأن التاريخ يريد ان يتطهر من أفكه، ويكشف أسراره لنا حتى نفهم إمتداده في الحاضر،وكيف خان بعض العرب بالأمس أنفسهم، ومقدساتهم، وأرضهم، ليكمل احفادهم ما بدأوه، وكأنهم يقرون أن الخيانة غرسٌ لا يُنبت إلا الخيانة، وأن الأجداد إن لوثوا، تلوث أحفادهم، وإن صلحوا صلح احفادهم.
قد نتساءل: لماذا تثار العداوات حالياً مع اخواننا الأتراك، وتستخدم القراءات المزورة للتاريخ في مهاجمتهم، وتشويه صورهم حتى في الحاضر، بل وشيطنتهم وتشبيههم بالفرس الطامعين في الاستيلاء على أرض العرب وإعادة إمبراطوريتهم الفارسية، وكأنها ما كانت خلافة وسعت الدولة الإسلامية وحفظت الإسلام وحضارته لعقود؟ الجواب أن هذا الهجوم كان متوقعاً في مقابل المواقف التركية من قضايا الأمة،و حصار قطر،مِن قبل هذه الفئة التي تعمل لتنفيذ مخططات التصهين، وإنفاذ خطة التخلي عن فلسطين والمسجد الأقصى في سبيل مصالح خاصة، وسلام دائم مزعوم مع العدو الإسرائيلي. خاصة أن الرئيس أردوغان ومن خلفه الشعب التركي وقفوا وقفة حازمة في وجه جريمة بيع المسجد الأقصى. وبما أن الحاضر لم يسعفهم بوقائعه فقد عمدوا إلى التاريخ لمحاولة تشويه هذه الصوره المشرفة وإن كان مزوراً. لكن إرادة الله عزوجل شاءت أن يُفتح هذا الملف من جديد لتظهر براءة العثمانيين مما ألصق بهم من تهم فبركها من خانوا الأمة الإسلامية حينها لتبرير خياناتهم، وغدرهم.العجيب في الأمر أن المتصهينين، ومن خلفهم يعيشون خارج الواقع والزمن، ويصرون على الكذب ثم الكذب في زمن ثورة المعلومات، وشبكات التواصل الاجتماعي التي لا تكاد تغفل عن شيء أو تسمح لحقيقة أن تختفي ولا حتى عن كذبة. لذلك ظهرت القصة الحقيقية للقائد العثماني فخر الدين باشا، وانتشرت، وانكشفت حقيقة خصومه العرب الذين اشترتهم بريطانيا ليسقطوا الخلافة العثمانية، ومن فخرالدين باشا التركي إلى الطفلة عهد التميمي التي وقفت في وجه الصهاينة بشموخ وثبات أذهل العالم، وأعطى صورة حقيقية للجيل القادم في فلسطين، تخبرهم عبرها مسبقاً أن صفقاتهم خاسرة، وأن الأرض الفلسطينية مهما طال الأمد غير قابلة للبيع، والتسليم. كذلك لن تستمر الدول العربية وشعوبها المتعطشة للانعتاق من الاستبداد في تحمل السياسات الصبيانية المستفزة في عبث حاقد لا يمكن أن يصدر من دول وحكومات حقيقيه تعرف مكانها وتحترم وجودها والآخرين كما حدث مع تونس، وما يحدث في الأردن.
باعتقادي مازلنا في انتظار المزيد من المراهقات السياسية، والمزيد من السقوط.

بقلم : مها محمد
copy short url   نسخ
26/12/2017
2937