+ A
A -
التصويت الثاني !
يوم الخميس الماضي، عرض على الجمعية العامة للأمم المتحدة المشروع المصري للتصويت على طلب دونالد ترامب تحويل القدس الغربية والشرقية إلى عاصمة موحدة لإقامة السفارة الأميركية فيها بدلاً من تل أبيب. وكانت النتيجة مفزعة، إذ أن ما مجموعه «176» دولة من أصل «193» تتشكل منها الأمم المتحدة رفضت مشروع ترامب، كما رفضته «14» من «15» دولة أعضاء في مجلس الأمن وقتها.
هذا القرار، أو التوصية، لأن آراء الجمعية العامة غير ملزمة مثل قرارات الفيتو الجائرة في مجلس الأمن، سبب الصدمة للولايات المتحدة التي توعدت العالم بالانتقام من هذه الإهانة التي لحقت بالدولة الأعظم.
وبعد ثلاثة أيام جرى الترتيب لتصويت ثان حول الموضوع ذاته، وجاءت النتيجة أيضاً ساحقة إذ صوت ضد ترامب «128» دولة فيما امتنعت عن التصويت «35» دولة وصوتت إلى جانبه تسع فقط منها أميركا وإسرائيل.
أغلب الدول الممتنعة، لجأت إلى الامتناع تحت ضغط وتهديد من الولايات المتحدة التي قال ترامب علناً قبل بدء التصويت إن الولايات المتحدة ستقطع مساعداتها المالية التي تقدم للدول التي لا تصوت لصالح نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.
صحيح أن نسبة الرافضين تقلصت من «176» دولة في التصويت الذي أشرفت عليه مصر إلى «128» في التصويت الذي أشرفت عليه تركيا واليمن، إلا أن مجمل النتيجة واحد: ان معظم العالم يرفض قرار ترامب بنسبة ساحقة. ويلاحظ أن دونالد ترامب هو أول رئيس أميركي يلجأ علناً إلى التهديد بقطع المساعدات عن الدول التي تصوت ضد أميركا وإسرائيل.
العالم كله استهجن تصرف هذا الرئيس الأرعن، وسط قناعة متزايدة بين المحللين بأن أميركا وإسرائيل ستخسران الكثير من هذه المحاولة التي قوبلت برفض لم يتوقع أحد أن يأتي بهذه الصورة القطعية. والجميع يقولون: ترامب أصلا غير مخول شرعياً بنقل السفارات من مكان إلى آخر حسب رغبة بلاده. وشبّه البعض خطوته بأن يمنح الرئيس الفرنسي ماكرون مدينة باريس إلى دولة ترينداد لتصبح عاصمة لها.
يتبع غدا

بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
24/12/2017
2707