+ A
A -
تلقيت دعوة كريمة من مركز الحماية والتأهيل الاجتماعي- أمان لحضور ملتقى بعنوان «المرأة في الإعلام والدراما» بمشاركة عدد من الإعلاميين والفنانين القطريين والخليجين، فشكراً للأستاذ منصور السعدي، المدير التنفيذي، وجميع العاملين في المركز ولي عدة ملاحظات أود أن أوضحها إتماماً لمداخلتي نظراً لضيق الوقت حينها:
أولاً: عنوان الملتقى العنف ضد المرأة في الإعلام والدراما
ثانياً: من المتوقع أن يصدر عن الملتقى توصيات حول هذا الموضوع وكيفية التعامل معه والحد منه.
ثالثاً: أنا أعتقد أننا جميعاً نتعامل مع العنف ضد المرأة كظاهرة، وتصدر التوصيات تبعاً لذلك لمكافحة هذه الظاهرة الاجتماعية، وهنا يمكن ضعف التشخيص وتبعاً لذلك عدم فاعلية الحلول المطروحة.
رابعاً: العنف في مجتمعاتنا العربية «سياق» تاريخي وليس ظاهرة اجتماعية.
خامساً: عند الغرب هو ظاهرة اجتماعية وليس سياقاً أو تجاوز مرحلة أن يكون سياقاً اجتماعياً لظهور سياق آخر مقابل له هو سياق الحوار والبرامج السياسية والاجتماعية.
سادساً: على المقابل لم يظهر سياق في تاريخنا العربي مقابل لسياق العنف، لذلك ظل هو المحرك الوحيد للتاريخ العربي، ويتمظهر بأشكال متعددة في الإعلام كعنف ضد المرأة.
سابعاً: عدم بروز سياق تاريخي يحول العنف بأشكاله إلى عنف بارد على شكل برامج وحوارات ومحط لتداول وتوافقات داخل المجتمع، جعل منه كما أشرت محركاً للتاريخ ويبدو ذلك من تاريخ الدولة العربية خاصة في حالات انتقال السلطة وما يصاحبها من هزات عنيفة.
ثامناً: لذلك طرح كثير من الحاضرين والمقدمين سؤال ما الحل؟ وفي وعيهم أننا يمكن أن نجد حلولاً ناجعة لسياق تاريخي من خلال الوعي به كظاهرة اجتماعية.
تاسعاً: لذلك ترى هدوءاً وتوافقاً وتقارباً ووداً وفي لحظة سريعة ينفجر العنف، لأن السياق يولده ذاتياً ومحركات السياق موجودة، لكن هناك ما يخفيها اجتماعياً واقتصادياً كالريع وسياسة التوزيع مثلاً.
عاشراً: يجب الحفر الاركيولوجي في السياق في المجتمع العربي والخليجي حتى يمكن تحويل العنف بما فيه العنف ضد المرأة إلى كونه ظاهرة اجتماعية ومن ثم يمكن التعامل معها من خلال مثل هذه الملتقيات والندوات والتوصيات.
أحد عشر: ومثل هذا الأمر يتطلب تكاتف جميع الجهود في المجتمع بأكمله وإصلاحه على جميع المستويات، وطالما هناك تكريس لسياق العنف بأشكاله بوعي أو بدون وعي سيبدو كظاهرة عصية على الحل، لأننا نتعامل مع العرض وليس مع السبب.
اثنى عشر: هناك أيضاً ظاهرة العنف الرمزي وينتجها بكثافة مجتمع «الريع» هذه أيضاً خطيرة جداً وتدعو المجتمع إلى التقليد وإخفاء حقيقته، فيضطر من لا يملك أن يتظاهر بأنه يملُك مجاراة لمن يمتلك هذا مادياً أو معنوياً، فللغة أحياناً والألفاظ أشد قسوة من بعض الإيذاء الجسدي.
أتمنى للمركز كل النجاح وأحيي جميع الجهود التي تسعى لرفعة الإنسان في مجتمعنا الخليجي، وأنا متفائل كثيراً بوضع المرأة ومكانتها وعطائها والشواهد كثيرة وبصماتها الإيجابية في مجتمعاتنا الخليجية والعربية أكثر من أن تُحصى.
فقط علينا أن نعي أن الظاهرة الاجتماعية أسهل علاجاً عندما نخرجها من سياقها المجتمعي من خلال إيجاد سياق آخر مقابل، حتى لا يعيد السياق الاجتماعي إنتاج نفسه حينما لا يجد من يقابله لكي يتطور نحو سياقات جديدة.

بقلم : عبدالعزيز الخاطر
copy short url   نسخ
21/12/2017
3454