+ A
A -
ثالثا: سقوط خطط الاحتلال الهادفة إلى تغيير قواعد اللعبة واستعادة القدرة الردعية للجيش الصهيوني والتي كان قد فقدها في جميع اعتداءاته السابقة على قطاع غزة وآخرها عدوانه عام 2014 والذي انتهى إلى فشل كبير عسكريا وسياسيا، ونجاح المقاومة في خوض معارك ضارية وشرسة مع جنود العدو من وحدات النخبة في حي الشجاعية وخلف خطوط جيش الاحتلال وتكبيده خسائر فادحة في صفوف قواته، فيما نجحت المقاومة عبر قصف العمق الصهيوني بالصواريخ في فرض معادلة ردعية مع الاحتلال.
اليوم حاول العدو استعادة هذه القوة الردعية، التي فقدها في غزة وقبل ذلك في لبنان، من خلال قيام طائراته بقصف نفق للمقاومة في غزة ثم سعى إلى تهدئة الموقف بهدف تجنب رد المقاومة وتكريس معادلة تقوم على امتلاكه زمام المبادرة في ضرب كوادر المقاومة متى يشاء من دون أن يكون للمقاومة القدرة على الرد خوفا من أن يجلب ذلك عدوانا صهيونيا وحشيا على قطاع غزة المحاصر. غير أن المقاومة التي نفذت العملية ردا على اعتداءات الاحتلال لم تعلن عن العملية ومكان حصولها ولم تقل أن هذه العملية جاءت ردا على العدوان على نفق المقاومة، ما يؤشر إلى أن المقاومة تسعى إلى فرض معادلة أوسع من معادلة قصف موقع عسكري صهيوني أو دورية ردا على قصف صهيوني لموقع للمقاومة، وطبعا هذا ما يجب أن يكون نهجا دائما للمقاومة. فالعمليات ضد الاحتلال يجب ألا تتوقف حتى لا يستقر المحتل ولا يشعر بالأمان، ويدرك الجنود والمستوطنين الصهاينة بأنهم طالما يحتلون أرض فلسطين سيدفعون ثمن ذلك ولن ينعموا بالأمن والاستقرار.
رابعا: ظهور جيش الاحتلال بمظهر من يخفي الحقيقة عن قواته والرأي العام خوفا من التداعيات السلبية عليهما، وتبيان أن هذا النهج إنما هو نهج معتمد منذ زمن بعيد لإخفاء حجم الخسائر.
بقلم : حسين عطوي
copy short url   نسخ
13/12/2017
1900