+ A
A -
الفساد مستعمرات- في كل خطوط الطول والعرض وخط الاستواء- لا يغيبب عنها الظلم.. ولا تغيب عنها الظلمات.
من ذا الذي يملك حزما من ضوء.. من ذا الذي يملك قبسا من نور، والعالم كله بالفساد، دياجير.. دياجير؟
حيث كان الطغاة، كان الإظلام، وكان بالتالى الفساد، جنبا إلى جنب مع القمع، وإذلال الخصوم، والانتهاكات، والجرائم العنيفة، والفظائع، والظلم، وإضاعة الحقوق.
حيث كان الطغاة، كان كل ذلك.. وكل ذلك معا، يقود إلى البطالة، والفقر، والأمية، والنقص في التعليم، والأوبئة.. وتلك كلها سببها الأساسي غياب ما بات يعرف بالتنمية الشاملة.. المتوازنة، والمستدامة.
وحيث كان الطغاة، كان التشدد والغلو والتطرف.. وكانت كل تلكم الهزات التي تضرب سلام العالم.. وكانت كل تلكم الارتدادات المخيفة، والمؤلمة.
الحرب على الطغاة، ليست- من هنا- هي وحدها حرب الشعوب المقهورة. إنها حرب هذا العالم كله، وما أشرفها من حرب لغرس مفاهيم الشفافية، والعدالة السياسية، والاجتماعية، والعدل والكرامة.. ومفاهيم رد المظالم.
من حسن حظ هذا العالم، ان فيه، من الزعامات الشريفة، من يحمل هم إرساء هذه المفاهيم، وهذه القيم النبيلة.
من حسن حظه، انه فيه، على رأس هذه الزعامات، صاحب السمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، صاحب مبادرة الجائزة العالمية للتميز في محاربة الفساد، تلك الجائزة التي توجت قبل يومين الفائزين بنسختها الثانية، في حفل أممي، في العاصمة السويسرية: جنيف.
الجائزة، في مفهومها الساطع، إرساء لكل قيم النزاهة في العالم.. وفكرتها الأساسية: لا يمكن لهذا العالم ان تدور فيه دواليب التنمية- بمسمياتها المختلفة- إلا بالطهارة.. والطهارة هي المخرج الوحيد لهذا العالم، من كل أزماته، في هذه الألفية.. بل هي المخرج لهذا العالم من كل أزماته في أي ألفية.
تحديات هذه الألفية،التي قتلها هذا العالم بحثا، وبصم على منازلتها دون هوادة، لا يمكن منازلتها إطلاقا، إلا بمنازلة الفساد، هذا الاستعمار الجديد الذي جثم في كل خطوط الطول والعرض، وخط الاستواء.
جائزة الأمير تميم، هي إذن- في جملة واحدة- منازلة لهذا الاستعمار الجديد، متعدد الجنسيات، في عقر داره.. وداره للأسف باتساع هذا العالم.
ما أنبل الفكرة. المبادرة..
وما أشرف هذا التكريم، للأشاوس الذين تميزوا في إعلاء قيم المفاهيم المنضبطة، والشريفة.. وأعلى هذه القيم- على الإطلاق- هي قيم النزاهة وطهارة اليد.
فاقد الشيء لا يعطيه.. ولولا أن قطرهي الدولة التي تجيء - في كل مرة- على رأس الدول التي قطعت شوطا شريفا في محاربة الفساد، بشهادة الشفافية الدولية، ما كان كل همها هذا الشريف.. وما كانت الفكرة.. وماكانت المبادرة، وماكانت الجائزة التي صفق لها هذا العالم.
شكرا، سيدي الأمير..
شكرا أمير الشفافية والطهارة والنزاهة.

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
11/12/2017
2614