+ A
A -
حين تستقرئ حياة دونالد ترامب.. حسب المعطيات على الورق ووفق سيرته وتصرفاته وماضيه أيام الشباب..
ستجد أنك أمام رجل قد يكون آخر رجل يصلح لرئاسة أميركا..
فجأة انتخبته أميركا زعيما عليها، متفوقا على امرأة أمها وأبوها وزوجها وخالها وخالتها كلهم يعملون في السياسية..
كيف حدث ذلك؟! كيف اقتنع الناخب الأميركي أنه هو الأصلح للرئاسة؟!
إنه غسيل المخ في صناعة الرأي العام يا سادة..
سمعت هذه القصة المعبرة وسأسردها عليكم.
كان لأحد الأشخاص خروف وأراد أن يبيعه، وعندما أخذه إلى السوق رآه أربعة لصوص واتفقوا على أن يسرقوا الخروف بطريقه ذكية، فتقاسموا الجلوس على جانبي الطريق المؤدية للسوق التي سيمر منها صاحب الخروف، حيث جلس الأول في بداية الطريق وجلس الثاني في ربعه، وجلس الثالث قريبا من منتصفه، وجلس الرابع قبل نهاية الطريق إلى السوق بقليل، وعندما مر صاحب الخروف من جانب اللص الأول ألقى عليه السلام فرد اللص عليه السلام وبادره بالسؤال: لماذا تربط هذا الكلب وتقوده خلفك؟!
فالتفت صاحب الخروف إلى اللص وقال له: هذا ليس كلبا إنه خروف وأنا ذاهب به إلى السوق لكي أبيعه، ثم تركه وأكمل الطريق.
وبعد مسافة التقى باللص الثاني فرد عليه السلام وإذا باللص يسأله:
لماذا تربط هذا الكلب وتقوده خلفك؟!
فالتفت صاحب الخروف إلى الخروف ونظر إلى اللص وقال له:
هذا ليس كلبا هذا خروف وأنا ذاهب به إلى السوق لأبيعه، ثم تركه وأكمل الطريق، ولكن الشك قد بدأ يتسرب إلى قلبه فأخذ يتحسس الخروف ليتأكد هل هو كلب فعلا كما قال له اللصان أم خروف كما يعتقد هو؟!!
وبعد مسافة التقى باللص الثالث فرد عليه السلام، وإذا باللص يسأله نفس السؤال السابق: لماذا تربط هذا الكلب وتقوده خلفك؟
فاندهش صاحب الخروف وزادت حيرته ونظر إلى اللص ثم انصرف ولم يجبه عن سؤاله لأنه بدأ يتأكد أنه يقود كلبا وليس خروفا.
وبعد مسافة التقى باللص الرابع فرد عليه السلام وباشره اللص قائلا:
لماذا تربط هذا الكلب وتقوده خلفك؟!!
وهنا تأكد صاحب الخروف أنه يقود كلبا فعلا وليس خروفا فليس من المعقول أن يكون الأربعة الأشخاص كاذبين.
فالتفت إلى اللص وقال له:
لقد كنت في عجلة من أمري فاعتقدت أن هذا الكلب خروف، فربطته لأذهب به إلى السوق لكي أبيعه، ولم يتبين لي أنه كلب إلا الآن، ثم فك وثاق الخروف وأطلق سراحه وعاد إلى بيته باحثا عن خروفه، فأخذ اللصوص الخروف وعادوا وهم منتصرون حين أقنعوا صاحب الخروف أن خروفه كلب.
هذا هو بالضبط ما حدث مع ترامب، مع تغيير بسيط في أبطال القصة.

بقلم : بن سيف
copy short url   نسخ
10/12/2017
6409