+ A
A -
قبل أكثر من عشرين عاما، حين كان مجرد التفكير في إسرائيل أو الحلم فيها ولو في منام، يعد خيانة للأمة، قال مظفر النواب قصيدة، استقطع لكم منها هذا المقطع.
فإذا أجن الليل
تطق الأكواب بان القدس عروس عروبتنا
أهلا أهلا أهلا
من باع فلسطين سوى الثوار الكتبة؟
أقسمت بأعناق أباريق الخمر وما في الكأس من السم
وهذا الثوري المتخم بالصدف البحري ببيروت
تكرش حتى عاد بلا رقبة
أقسمت بتاريخ الجوع ويوم السغبة
لن يبقى عربي واحد إن بقيت حالتنا هذي الحالة
بين حكومات الكسبة
القدس عروس عروبتكم
فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها؟؟
ووقفتم تستمعون وراء الباب لصرخات..
وسحبتم كل خناجركم
وتنافختم شرفا
وصرختم فيها أن تسكت صونا للعرض
فما أشرفكم
أولاد الـ.... هل تسكت مغتصبة؟
القدس عروس عروبة العرب، على مشارف الاغتصاب الحقيقي لا الشعري يا مظفر النواب، الاغتصاب الكامل الأركان.
الشهود عليه نحن، والدافع لثمنه نحن، والراقص على صراخه نحن، والقابض على ثمنه نحن...
القدس عروس عروبتنا...
لم يبق إلا الإعلان..
أمس وقبل أمس استكمل ترامب كل اتصالاته مع زعماء العرب «ليكونوا الشهود»، فإن ترامب لا يرضى بالحرام، فلا بد من موافقة أولياء العروس...
أمس طبّل كل أعلام الإعلام العربي، فترامب لا يرضى أن يكون الاغتصاب مستور وسكيتي، يحبه على طبلة الوحدة ونص.
أمس كاد أن يتم الاغتصاب ويعلن، لكنه تأجل لأمور لا علاقة للعرب بها، ربما لأنهم مازالوا يخشون حجارة طفل غاضب في القدس...
لا أعرف وأنتم تقرأون هذه الكلمات هل سيكونون قد أعلنوا القدس عاصمة لإسرائيل أم ما تزال في عصمة ذويها.
على كل حال لن يطول الأمر طويلا..
فولاة أمر القدس... أعلنوا الموافقة أمام ترامب وانتهى.

بقلم : بن سيف
copy short url   نسخ
07/12/2017
4119