+ A
A -
اهتز البيت الأبيض يوم الجمعة الماضي وأصاب الاضطراب كل رجال الرئيس الأميركي ترامب حينما اعترف أحد رجال ترامب مستشار الأمن القومي الأميركي السابق الجنرال مايكل فلين بتقديم تصريحات كاذبة لمكتب التحقيقات الفيدرالي في شهر يناير الماضي في التحقيقات بشأن اتصالاته مع المسؤولين الروس خلال الحملة الانتخابية الرئاسية.
وقد سلم فلين نفسه للسلطات ليكون بذلك رابع مسؤول كبير في الحملة الأنتخابية للرئيس الأميركي ترامب يدخل السجن بسبب الكذب والاتصالات مع الروس بعد بول مانافورت الذي قاد حملة ترامب، وشريكه ريك غيتس، ومستشار السياسة الخارجية لحملة ترامب جورج بابا دوبولوس، وقال فلين في بيان أصدره بعد اعترافه بالكذب أمام القاضي رودولف كونتريراس حتى يتجنب المحاكمة «أقر بأن الأفعال التي اعترفت بها اليوم أمام المحكمة تشكل خطأ فادحا»، وأضاف «إن اعترافي بالذنب والموافقة علي التعاون مع مكتب المدعي العام الخاص يعكسان قرارا اتخذته بما فيه أفضل مصلحة لعائلتي ولبلادنا وأنا أتحمل المسؤولية كاملة عن تصرفاتي».
وبهذا يكون المحقق الخاص روبرت مولر قطع شوطا في تضييق الخناق على الرئيس ترامب ورجاله، لاسيما وأن التحقيقات قد شملت الكثير منهم وعلى رأسهم صهره وزوج ابنته وكبير مستشاريه جاريد كوشنر.
ومع تركيز وسائل الإعلام الأميركية على ما يمكن أن يبوح به الجنرال فلين من معلومات حتى يتجنب السجن، فقد سعى ترامب وإدارته للنأي بعيدا عن هذه الاتهامات التي يمكن أن تصل إلى ترامب شخصيا حينما أعلن محامي البيت الأبيض تي كوب للتأكيد على أن إقرار فلين بالذنب يعنيه هو شخصيا ولا يعني أي شخص آخر، لكن محطة ABC الإخبارية الأميركية بثت عدة تقارير أكدت أن ما يمكن أن يبوح به فلين سيورط كثيرين في إدارة ترامب الذي يمارس ضغوطا هائلة علي الأعضاء الجمهوريين في لجان الكونغرس من أجل إغلاق التحقيقات التي تتناول علاقة الروس بالحملة الانتخابية، ودورهم الذي ربما لعب دورا في نجاحه في الانتخابات وهزيمة غريمته هيلاري كلينتون.
وكان فلين الذي شغل منصب رئيس وكالة استخبارات الدفاع في وزارة الدفاع الأميركية والذي طرد من منصبه في العام 2014 من أكثر المسؤولين العسكريين الأميركيين إظهارا لكراهيته وعداوته للإسلام والمسلمين حيث كان يقود خطة لمكافحة ما وصفه بـ«التشدد الإسلامي»، وكتب تغريدة في شهر فبراير من العام 2016 قال فيها «إن الخوف من المسلمين أمر منطقي» وفي حوار بعدها إلى صحيفة «نيويورك بوست». قال «إن العالم الإسلامي يمثل فشلا ذريعا»، ثم ألقى خطابا في شهر أغسطس من العام 2016 أمام تجمع معاد للمسلمين في دالاس قال فيه «إن الإسلام أيدلوجية سياسية تتستر وراء الدين»، وفي خطاب ألقاه في 15 يوليو 2016 بينما كان الانقلابيون في تركيا يقومون بمحاولتهم الفاشلة أعلن عن دعمهم لإعادة النظام العلماني لتركيا.
وبالعودة إلى اعترافاته المرتقبة فإن فلين فتح أبواب الجحيم علي ترامب وإدارته ورجاله الذين يترقب المزيد منهم السقوط السياسي وربما قضاء باقي سنوات عمرهم في السجون.
بقلم : أحمد منصور
copy short url   نسخ
03/12/2017
10132