+ A
A -
إذا شعرت بالضيق أو الإحباط أو بالقلق أو خيبة الأمل فلا تبتئس، إذا شعرت بأنك وحيد، وأنك تعرضت للخيانة أو الغدر فلا تبتئس، ببساطة لأن ملايين البشر قبل أن توجد على هذه الارض مروا بكل هذه الحالات، عانوا من وطأة هذه المشاعر، وملايين سيأتون بعدك وسيعانون مثلك وفي الغالب أكثر منك، لذا.. ومن فضلك تمعن في هذه السطور التي كتبها كاتب لم يهتم بذكر اسمه بقدر اهتمامه بأن يقرأ كل من يستطيع القراءة كلماته وحاول ان تتذكر: «كلنا نرتكب الأخطاء، ونظل أشخاصا أسوياء ما دمنا نرتكبها، ولا داعي للانزعاج عندما نرتكبها ونحن نقوم بالمحاولة، وإذا أخطأنا، فسنستمر في المحاولة، ويمكننا التعامل مع هذه الأخطاء، ولا بأس في أن يخطئ الآخرون أيضا، وعلينا تقبل اخطائنا وأخطاء الآخرين.. كما أن الجميع ليسوا مضطرين إلى أن يحبوني، أو ان يعجبوا بي، وأنا لست معجبا بكل من أعرفهم، فلم يجب على الجميع أن يكونوا معجبين بي، طبعا أود ان أكون محط إعجاب الناس ومصدر إعجابهم ومحبتهم، لكن لو لم يحبني أحدهم فلا بأس، سأظل بخير، وسأظل أشعر بأنني شخص عادي، ولا يمكن أن أجبر أحد على محبتي، مثلما لا يمكن لأحد أن يجبرني على محبته، ولست بحاجة إلى نيل قبول الناس طوال الوقت، فإذا لم يتقبلني البعض فسأظل بخير كما أنا! كما أن الاشخاص الذين يقومون بأفعال لا ترضيني ليسوا بالضرورة أشخاصا سيئين، ولا يجب أن يعاقبوا لمجرد أنني غير راض عما فعلوه أو قد يفعلونه، وليس هناك سبب يجعلهم يسيرون وفق رغباتي، كما أنه ليس هناك سبب يجعلني أسير وفق رغبة أي شخص آخر، سيكون الناس مثلما يريدون، وسأكون مثلما أريد، ولا يمكنني التحكم في سلوك الناس أو تغييرهم.. فهم كما هم.. وكلنا نستحق الاحترام. لا يمكنني أن أحل مشاكل الآخرين، ولست مضطرا إلى تبني هذه المشاكل كما لو كانت مشاكلي، ولست بحاجة إلى تغيير الاخرين أو إصلاح حياتهم، فهم قادرون على ذلك، ويمكنهم الاعتناء بأنفسهم، وحل مشاكلهم، أستطيع أن أوليهم اهتماماَ وأقدم لهم بعض المساعدة، ولكن لا يمكنني فعل كل شيء من أجلهم، ولست بحاجة إلى الحذر الشديد والتردد خوفا من أن تسير الأمور بصورة سيئة، فعادة ما تسير الأمور بصورة جيدة، وعندما لا يحدث هذا، يمكنني التعامل معها، ولست مضطرا إلى إهدار طاقتي في القلق، فعالمي لن ينهار، وستسير الأمور على ما يرام، عندما يُطلب منا مهمات صعبة، من الافضل أن نحاول بدلا من تجنب القيام بها، تجنب القيام بالمهمات لا يوفر أية فرصة للنجاح أو الاستمتاع، أما المحاولة فتوفر كل ذلك، والأمور القيمة تستحق بذل الجهود، ربما لا أكون قادرا على القيام بكل شيء، لكنني قادر على القيام بشيء ما.. لا أريد لشخص آخر أن يهتم بمشكلاتي، فأنا قادر على ذلك، يمكنني اتخاذ القرارات التي تتعلق بي، ويمكنني التخطيط لنفسي، ولست بحاجة إلى الاعتماد على شخص آخر للاعتناء بي، إنني مسؤول عما ينتابني من مشاعر وعما أقوم به، ولا أحد يمكنه التحكم بمشاعري، إذا مررت بيوم سيئ، فأنا من جعلته هكذا، ولو حظيت بيوم رائع، فأنا من يستحق الثناء لكوني إيجابيا، والآخرون ليسوا مجبرين على مجاملتي حتى أشعر بتحسن، فأنا الشخص الوحيد المسؤول عن حياتي، كما لا أريد ان أمضي في الحياة على وتيرة واحدة بسبب ما حدث في الماضي، كل يوم يأتي هو يوم جديد، ومن الحماقة الاعتقاد بأنه ليس باستطاعتي التغير وفق ما أريد، بالطبع يمكنني ذلك.. يمكنني أن أتغير.
بقلم : وداد الكواري
copy short url   نسخ
30/11/2017
3772