+ A
A -
ليس الأمر الوحيد الذي تلقفته الساحة الإعلامية في الآونة الأخيرة، قول صحيفة «هآرتس» إن عبدالعزيز آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية كان سيصاب بصدمة لو أنه حي يرزق وشاهد الغزل الرسمي لبلاده مع إسرائيل، فهذا القول يقف وراءه طابور من الأحداث والحملات الإعلامية المثيرة للدهشة والألم والتي تجتاح المنطقة والعالم هذه الأيام.
فقبل فترة نشر المدوِّن اليهودي الذي دخل المسجد النبوي الشريف صورا وفيديوهات وخرج متباهيا بما فعل، كما بينت عدة مواقع ذلك بالمقاطع المصورة، وهو يبتسم ابتسامة المنتصر!
وإذا كانت هذه المخازي المفزعة قد جرت بعد أيام من مقابلات نشرتها مواقع سعودية مع قادة سياسيين وعسكريين إسرائيليين، فقد غطى الإعلام الغربي الدنيا بتقارير تتحدث عن تقارب يرقى إلى درجة التحالف بين السعودية وإسرائيل، بدعم ومشاركة ومباركة الولايات المتحدة. أما الهدف المعلن لكل ذلك فهو احتواء إيران ووقف توسعها ونفوذها في العالم العربي، وتدخلها في شؤون الخليج والشرق الأوسط.
نرى ما نرى بعيون ترفض أن تصدق ما ترى، لكن الفؤاد يعصَر والحقائق تُقلَب للمساعدة في خلق جبهة تحالفية تسعى للاعتراف الرسمي بها في المنطقة.
كنا على الدوام من دعاة الحوار مع إيران، لكننا لسنا مع توسع طهران ومد نفوذها من اليمن إلى لبنان. ومع ذلك يؤسفنا الاعتراف بأن السبب الأساسي لهذا المسار الخاطئ هو تخاذل عربي فاضح تقوده السعودية التي ظننا لوهلة أنها المرشح الوحيد لقيادة الأمة العربية ومواجهة مشروع التمدد الإيراني بجدية وحزم.
والآن كيف نرتاح، فيما تسوّق الرياض معادلة مضلِّلة، عنوانها «إسرائيل حليفنا وإيران عدونا»؟ وإلا فكيف نفسر ذلك المقال المشين الذي بثه موقع «إيلاف» لمن أسمته «إيدي كوهين» المحلل والكاتب الإسرائيلي الذي يدعو بصفاقة نادرة إلى حلف عربي- إسرائيلي لمواجهة «العدو المشترك» إيران، التي احتلت جزر الإمارات عام «1971»، ثم تبسط نفوذها الآن في لبنان وسوريا والعراق واليمن وتزعزع استقرار البحرين وغيرها؟!
بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
23/11/2017
4124