+ A
A -
مخطئ من يعتقد أن إقليمنا لا يرقص على طبول الحرب.. فمن السعودية إلى لبنان، ومن دول الحصار إلى قطر، ومن تشديد الطوق على إيران عربياً وأميركياً وفرنسياً وبريطانياً إلى التلويح بقطع الأيدي والأرجل، وإلى اختطاف رؤساء الحكومات والأمراء، وترقب إسرائيل الخبيث للقنص والتربح من الفرص، إلى بيات داعشي لا يؤتمن جانبه، إلى تسوية سورية لن ينقذها الفيتو الروسي، إلى انتقال المنطقة من مرحلة الملايين إلى المليارات فالترليونات. تضخمت طاولة القمار ووضع العتاة الضلاليون كل شيء فوقها بانتظار العصف وما يتلوه من هرج ومرج.
واضح من مسلك السعودية وتجاسرها غير المتوقع على إيران، أنها تخطط لتفجير حرب كبرى على حزب الله بالتنسيق مع إسرائيل وبعض الدول العربية وأميركا وبريطانيا، لا لإضعاف الحزب ولكن بقصد اجتثاثه، وهو هدف أكده عادل الجبير عندما قال في إسبانيا منذ يومين إن نصر الله خطف لبنان وسيطر على قرار بيروت لصالح طهران، وهذا وضع لا يمكن تحمله أو السماح باستمراره.
لم تكن الرياض لتجرؤ على تصدر حرب بهذا الحجم لولا الوعود التحالفية الإسرائيلية والعربية والأميركية. أما الذين يستبعدون أن تشن السعودية حربين في آن واحد على اليمن ولبنان، فيتوقعون إغواءها الحوثيين بعروض سخية تسكتهم حتى يتفرغوا لحزب الله ولبنان.
وإذا كانت الحرب المباشرة بين الرياض وطهران لها شروطها ومخاطرها، المختلفة عن شروط ومخاطر الحرب بالوكالة، فإن المؤامرة ضد قطر مستمرة.
تعقدت الأمور كما نرى، والسبب طول انتظار السعودية رضوخ قطر الذي لم يتحقق رغم تعدد المحاولات وكثرة الضغوط والتهديدات ، منذ القرصنة الإلكترونية الإماراتية التي فجرت الأزمة الخليجية قبل نصف عام.
لكن وزير خارجية قطر قال لوكالتي بلومبيرغ ورويترز إن الدوحة مستعدة جيداً، معتمدة على قواتها وعلى حلفائها.
وإذْ تحدث الوزير عن عدم القدرة على التنبؤ بسياسات السعودية والإمارات في المنطقة، فإنه يتوقع الكثير من الفوضى والمؤامرات، باعتبار أن قطر حسب قوله جزء من استراتيجية أكبر تحدث في لبنان أيضاً.
وحرص وزير الخارجية على تأكيد ضرورة حل أي خلافات حول النفوذ الإيراني بالطرق السلمية، ولكن بالعودة إلى حديث للمحلل السياسي البحريني سعيد الشهابي في 28 يونيو، قال إن أي قرار سعودي بالتصعيد ستكون نتائجه كارثية، مذكراً بأن التوازن العسكري والسياسي في المنطقة ليس لصالح الرياض.
الخطر من تفجير الموقف قائم ووارد، لكن للعقل وقفات وللوسطاء نصائح ولحياة الناس قيمة وللتعايش بين المتجاورين أولوية تفرضها حقيقة أن أياً منهم لن يرحل من مكانه.

بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
20/11/2017
3163