+ A
A -
أحسنت الظن نوعا ما في مفتي الازهر السابق «علي جمعة» حين ذكر أن دولة قطر استمدت اسمها من كنية شاعر وفارس يدُعى قُطري بن الفجاءة واسمه جعونة ابن مازن التميمي وأشك ان المفتي السابق يعرف هذا الاسم أصلا، وحين أرجع نسب القطريين إلى الخوارج،لأنهم من نسل بن الفجاءة،قلت «يلا» رجل كبير في العمر وللشيخوخة والجهل في التاريخ احكامهما، لكن حين اطلعت على تصريحاته أو بالاحرى تخريفاته الاخرى ذٌهُلت،لا يمكن أن ننكر أن الرجل على مدى سنواته الطويلة مطلع وقارئ، ولكن ان تبلغ تصريحاته هذا الحد من السذاجة والغفلة والخطورة ولا ينبهه أو يوقفه أحد من–المسؤولين –أو من الابناء والاصدقاء حفاظاً عن ما تبقى من هيبة الماضي فأمر جلل،خاصة وان له أتباعا يضعونه في مرتبة القداسة ويصدقون كل ما يتفوه به،سواء كان ينطق بالحق وهو قليل،وبالباطل وهو كثير كثير،سأتغاضى عن قوله ان الملكة اليزابيث من آل هاشم ومن احفاد رسولنا الكريم، وأن المطرب الراحل عبدالحليم حافظ عندما غنى أغنية «ابو عيون جريئة» كان يقصد الرسول عليه الصلاة والسلام،وان الرسول عليه أفضل الصلوات لطيف ورقيق القلب لأنه من برج الحمل..واخيرا وليس آخرا أن أبو لهب سيدخل الجنة...ابو لهب الذي حُسم أمره في آية قرآنية صريحة «تبت يدا أبي لهب» سيدخل الجنة؟ ناهيك عن امور اخرى لا استطيع ذكرها «لفجاجتها» لكن! أن يقف أمام الملأ وفي مناسبة رسمية منقولة على الهواء مباشرة ويشاهدها الملايين ويفتي للجيش وزبانية النظام بقتل المتظاهرين والمعارضين واصحاب الرأي المخالف فهم حسب رأيه خوارج أيضا، ويضيف..طوبى لمن يقتلهم، أي ان قتل الابرياء بدون محاكمة شرف وشهادة؟؟ ولا يكتفي بهذا بل يتجرأ بحديث مكذوب على رسولنا صلى الله عليه وسلم يقول فيه:«أبعد الناس عن الفتنة جيش مصر» أي جيش يا شيخ؟ الرسول عليه الصلاة والسلام مات قبل ان يكون هناك جيش،الا اذا اعتبرت الجيش البيزنطي جيشا مصريا،هناك كلمة تجمع وهناك كلمة تُفرق،وكل ما يتفوه به علي جمعة يفرق ويقسم الأمة إلى قسمين،أو اكثر،الإسلام لا يحتاج إلى تكلف كما قال الشيخ الصادق محمد الراوي رحمه الله،وانما إلى الصدق،فأين الصدق في التقول على الرسول وعلى كتاب الله، وأين الرحمة والمحبة والتسامح وهي من أسس الدين الإسلامي وانت تدعو وتحرض على القتل والبطش واضرب في المليان أين انت من تعاليم رسول كريم جاء ليتمم مكارم الاخلاق،أين الاخلاق في نشر البغض والفتنة والكراهية والحقد وبإصرار عجيب،ان الدين الإسلامي دين مساعدة الفقير والضعيف،والوقوف مع المظلوم أينما كان وفي أي وقت كما قال «نصر حامد أبو زيد» الذي أبيح دمه وتم تكفيره لأنه آمن بما قال،اوعلى ما يبدو نحن نعيش في عصر يتم تصفية الصادقين اما المنافقون الكاذبون فيتم التصفيق لهم....والاحتفاء بهم،وفرضهم علينا في كل وسائل الاعلام.

بقلم : وداد الكواري
copy short url   نسخ
09/11/2017
3190