+ A
A -
لم أكن اتوقع وأنا اتصل بمدير قناة الجزيرة الإخبارية ياسر أبو هلالة.. الإعلامي الذي تم اختياره مؤخرا مديرا لهذه القناه التي تطل على أكثر من 30 مليون مشاهد، أن يتهرب من مواجهة صحفية لمطبوعة يومية.. محلية.. ولا ندري ما هو السبب في عدم المواجهة- مع أنه إعلامي مخضرم، ويفترض أن لديه من الخبرة ما يجعله قادرا على إجراء الحوار أو من اللباقة ما يؤهله للاعتذار.
قبل أسبوعين اتصلت به شخصيا، وعرفته على نفسي، وطلبت منه حوارا صحفيا أجريه بنفسي كمساعد رئيس تحرير جريدة الوطن، حول عمله الجديد، والرؤية المستقبلية للأداء في القناة، لنشره في الوطن، رد وقال: أرجو تأجيل الموضوع للأسبوع المقبل، نظرا لانشغالي.. قدرنا انشغاله وتقبلنا الامر.. وفي الأسبوع التالي عاودت الاتصال به للتأكيد عليه في شأن طلبنا للحوار، رد أيضا وقال إنه مشغول، وحدد موعدا آخر.. هو يوم الثلاثاء 17 مايو الجاري.. واعددنا العدة للقاء، وانتظرنا اتصاله لتحديد المكان والزمان.. ولم يتصل.. وقدرنا أيضا أنه كان مشغولا، فبادرنا الاتصال به في نهاية يوم الثلاثاء، إلا أنه لم يجاوب- لأسباب أيضا نجهلها- وقد يكون هاتفه على الصامت أو أنه وضع هاتفنا في قائمة المحظورات.. فأعدنا الاتصال به أمس الاربعاء، وأيضا لم يجاوب.
نعم.. يا أبا هلالة.. نحن من بادر وأنت من تهرب.. ولم نتوقع من إعلامي يبحث عن الخبر أن يتهرب من باحث عن معلومة أو خبر.. ظننا أنك ارتقيت بمستوى الجزيرة التي اختارتك مديرا لقناتها الإخبارية، لكنك للأسف لم تستفد من مهنية هذه القناة، التي نحرص جميعا على أن تبقى هي الأولى بين القنوات الفضائية العربية.
نعم.. بو هلالة، إن مهمتنا الصحفية تتطلب منا أن نبحث عن المعلومة من المصادر في جميع المؤسسات، وأنت صحفي عمل في صحف أسبوعية، وتعرف معنى أن يحترم المصدر كلمته مع الصحفي.
وكان الأجدر يا أبا هلالة أن تعتذر من أول اتصال، اذا كانت الرغبة غير موجودة..لا أن تماطل.. وكنا نأمل أن تكون قد تشربت من المهنة، ما يعينك على كيفية التعامل مع الزملاء، لا أن تتعالى أو تتكبر عليهم.
وبعد.. إن هذا المقال الذي نضعه اليوم على طاولتك، نأمل أن تقرأه جيدا، من باب «الرأي والرأي الآخر»، وأن تحلله بطريقة «ما وراء الخبر»، وأن تحتفظ به في قلبك ورأسك ودرج مكتبك، حتى تغير من هذه الصورة التي نرفضها ولا نقبل أن تكون أسلوبا في مؤسساتنا الإعلامية وغيرها.
copy short url   نسخ
19/05/2016
5592