+ A
A -
«الثابت الوحيد، هو المتحول»..
الأفكار- من هنا- «كائنات» متحولة.. ولأن الفكرة أي فكرة، تستحيل إلى قبض يقين باللغة،فإن اللغة نفسها، «كائن» متحول!
انظروا إلى كم المفردات التي صارت « حوشية» بتعبير البلاغيين.. وإلى الكم الهائل من التعابير التي أصحبت من مخلفات الماضي..
«ولقد مررت على الحانوت يتبعني
شاو مشل شلول شلشل شول!»
-هه، ماذا تقول يا أخا العرب؟ «أقطع ضراعي» لو فهمت منك شيئا!
هكذا، سيكلم أخو العرب، أخا العرب.. الإثنان من العُربان، واحدهما لا يفهم الآخر، برغم انه يتكلم بلغة كانت ذات «شنة ورنة» في زمان عكاظ، وبازارات الكلام!
هكذا، هو الإندثار. مثلما يضرب المضارب، والقرى والفرقان، يضرب المفردات، وتصبح هذه المفردات مجرد أطلال في «القاموس المحيط»، وفى «لسان العرب»!
هم، شعراء العرب البائدة، كانوا يقفون على الأطلال..
هاهنا كانت خيام عزة، وسلمى، وسليمى، وعبلة.
آه،ما أحر دموع قلوب العاشقين، الكبار..
وهاهم، حراس اللغة القديمة، يقفون على الأطلال في المعاجم، والقواميس، والكتب التي تفوح منها رائحة العتة، يحاولون عبثا إحياء عظام المفردات الرميم!
آه،ما أحر بكاء اللغويين، الذين يقفون على اللغة الطلل، يبكونها بدموع الأذن، واللسان الذي كان فصيحا، وفصيح!
الفصاحة، أن يكون لسانك أنت في زمان اللغة الحية، لا أن يكون في زمان اللغة الموات.
في مثل هذا الزمان، يلقى السمعُ إليك أذنا.. أذنين.. وماينطبقُ على السمع، ينطبقُ على النظر، وهو يُلقى إلى ما تكتب، العين.. العينين!
كن فصيحا، إذن..
كن في زمان اللغة..
بل كن أنت اللغة، إذا أردت أن أراك!

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
08/11/2017
2940