+ A
A -
هناك لغط بشأن قرار يقال إن وزارة الاوقاف اصدرته أو هي بصدد إصداره بشأن إيقاف النشاط الدعوى أو المراكز الدعوية إلى ما بعد رمضان، وهناك اشارة كذلك إلى أن وزارة التنمية والعمل أوقفت إرسال بعثات في تخصص دراسات إسلامية أوما شابه ذلك لهذا العام لاكتفاء الدولة أو عدم وجود شواغر، المهم هي استجابة المجتمع الانفعالية التي لحظتها في وسائل الاتصال الاجتماعي، وكأن الدولة انقلبت على الدين وتنكرت للإسلام، ولو أدرك البعض ان الدولة أنفقت في هذين المجالين أكثر من الحاجة حتى انهما اصبحا مجال خطر ودخل من خلالهما اصحاب الأجندات المغرضة تحت مسمى داعية، ورأينا كثافة من الدعاة تفوق عدد المصلين، وكأننا مجتمع جديد عهد بالإسلام وفُتح للتو بأيدي هؤلاء. أنا مع تنظيم ورقابة النشاط الدعوي، لا وحتى وقفه تماما، إذا لزم لأننا مجتمع يملك ذاتيته الدعوية من داخله، أما أن نكون نهبا لكل باغ وطامع، من المشرق والمغرب، فهذا لا يجوز، خاصة أن النشاط الدعوي لا يؤدي رسالته على أتم وجه، لأنه موجه إلى الناس وليس له خاصية التأثير في بنية الدولة التنموية، ناهيك عن إنهاك موازنة الدوله في إنتاج في «خاصيته الأيديولوجية» لأن المجتمع أساسا يمتلك أسسا دينية قويه لا يضاف عليها سوى أيديولوجيا دينيه وهنا الخطورة، ومع ذلك لا أبرر للإنفاق في جهات أخرى، فالنتيجة إنتاج أفراد يعانون من «السايكو باثي» أي معاداة المجتمع، يجب التوفيق بين عقل المجتمع وعاطفته، لسنا بحاجة إلى خطاب دعوي، نحن بحاجة إلى خطاب تناصحي، نابع من داخل المجتمع يشترك فيه جميع افراد المجتمع، وليس يلقى من فوق على المجتمع، النشاط الدعوي القائم ليس نشاطا ناتجا من داخل المجتمع وإنما هو من بيئات أخرى يحمل الصفة العامة للخطاب الإسلامي الشمول ولكنه في تفاصيله يحمل بذورا لا تنبتها أرضية مجتمعنا، لذلك يجب الحذر من العاطفة التي في غير موضعها، يجب على وزارة الاوقاف أن تكون أكثر تشددا في مراقبة الانشطة الدعويه، لأنه شعار كبير من خلاله يمكن خداع المجتمع واستدرار عاطفيته، أعجب عندما أرى عدد الدعاة يتزايد سنويا بشكل مطرد، واسماء تزيد عل اسماء أهل الفن، بينما يتناقص عدد العلماء والبحوث العلمية بشكل ملحوظ، ألا يطرح ذلك سؤالا، لدى المختصين، عن السبب؟ هل هذا كله حبا في إيصال المجتمع إلى الآخرة سليما معافى من غير مروره على الدنيا؟
عبدالعزيز الخاطر
عبدالعزيز الخاطر