+ A
A -
لم تمر الفضيحة التي كشفتها صحيفة وموقع (العربي الجديد)، المتعلقة بمخرج سوري مغمور، مقيم بأميركا، يدعى محمد بيازيد، لم تمر مرور الكرام على جموع السوريين في الداخل والخارج السوري، وفي اختلافات السوريين وانقساماتهم حول كل شيء بدءا من النظام وانتهاء بالوطن نفسه.
بيازيد كان قد أعلن قبل مدة على صفحته، وبتأكيد من زوجته وبعض أصدقائه، أنه نجا من محاولة اغتيال مؤكدة، تعرض لها في اسطنبول إثر زيارة كان يقوم بها إلى تركيا، وأن محاولة الاغتيال تمت بالسلاح الأبيض، ووضع على صفحته الشخصية صورا له وهو ملقى على الأرض، وهو ملقى في غرفة المستشفى، كما قال، متهما النظام السوري، صاحب الجسم اللبيس، بمحاولة اغتياله، والسبب، كما قال، منعه من استكمال فيلمه (النفق) الذي يتحدث عن تجربة معتقل لدى النظام السوري، وإثر الإعلان عن محاولة الاغتيال بدأ الناشطون السوريون بإرسال الخبر إلى الإعلام الغربي، وإلى دوائر صنع القرار في أميركا، حيث يقيم بيازيد، لتحصيل إدانة جديدة للنظام، وطلب حماية للصحفيين والناشطين المقيمين في تركيا التي شهدت اغتيالات عديدة لناشطين سوريين.
غير أن موقع «العربي الجديد» نشر مجموعات من الفيديوهات التي فضحت كذب بيازيد، والتي صورها أصدقاؤه أثناء تخطيطه معهم للعملية المزعومة، بقصد إحداث ضجة إعلامية أو (BUZZ) كما سماها في الفيديو، تمكنه من الحصول على تمويل دولي لفيلمه، فخبر محاولة الاغتيال بسبب الفيلم سيلفت النظر إليه وإلى الفيلم حسب اعتقاده، غير أن ما أراده بيازيد من فعلته الشنيعة، ليس فقط لم يتحقق، ووضعه في موقف لن ينجو منه طيلة حياته، بل أيضا وضع مصداقية الناشطين السوريين على المحك أمام الميديا العالمية، وهو ما جعل الفضيحة تنزل كالصاعقة على الجميع.
إذ بدءا من تاريخ الفضيحة سوف يتم التعامل مع أي خبر يخص ناشطا سوريا أو حدث يتعلق بالسوريين ويتهم فيه النظام بالتشكيك، وهذه خدمة مجانية تم تقديمها للنظام ومؤيديه الذين اعتبروا الحادثة دليلا دامغا على «فبركة» ست سنوات ماضية قام بها الناشطون ضد النظام، كعادتهم دائما بتبرئة النظام من أي تهمة، بدورهم ناشطو الثورة السورية، وهم الحالة المعاكسة تماما لمؤيدي النظام في فضح كل أخطاء الثورة، وجدوا الفضحية مناسبة لإعادة فتح ملفات الفساد والمبالغات والفبركات الإعلامية، التي حدثت في جسم الثورة خلال السنوات الست الماضية، وفضح القائمين عليها، وتركيز جهود الجميع حاليا حول ملفي المعتقلين والمقتولين تحت التعذيب.

بقلم : رشا عمران
copy short url   نسخ
07/11/2017
2687