+ A
A -
رئيس جنوب السودان- سلفاكير ميارديت- الآن في الخرطوم، والملف الاساسي: إيقاف الحرب الأهلية في الجنوب.. وكبح دولة جنوب السودان لنشاط أي مجموعات مسلحة، مناهضة للنظام السوداني.
- «هالو.. ماي بريسدانت»!
تلك اول جملة من سلفادير للبشير، والاخير يستقبله هاشا باشا. الجملة، قالها الرئيس سلفاكير بأثر رجعي، وهو يستذكر أنه- سلفاكير- كان قبل انفصال جنوب السودان، نائبا اول للرئيس البشير، بمقتضى اتفاقية نيفاشا، التي أنهت أطول حرب اهلية في إفريقيا: الحرب بين الشمال والجنوب، في السودان.
جون قرنق، الزعيم التاريخي الراحل- حين كان النائب الأول للبشير- كان يقول بمثل ما يقول به سلفاكير للبشير، والاخير يستقبله، ويحتضنه على الطريقة السودانية، في السلام!
سلفاكير، يكن احتراما خاصا للبشير. لولاه ما كان الاستفتاء على حق تقرير المصير للجنوبيين، وهو الحق الذي قاد للانفصال.. وهو الحق الذي أتى بسلفاكير أول رئيس لدولة جنوب السودان.
الجنوبيون لا ينسون جميلا..
ربما في تصريح سلفاكير بالامس، من ان دولة جنوب السودان، لن تسمح لأي جماعات مسلحة تناهض نظام البشير، ردا لجميل الرئيس البشير، تسليم سلفاكير الجنوب، على طبق من تقرير المصير.
مصير جنوب السودان، لا يزال في كف الحرب الأهلية الطاحنة، اولوية إيقاف هذه الحرب، مطلب أميركي لنظام البشير: تدخلوا بمساعيكم بين الأخوين اللدودين، بحكم معرفتكم بالاثنين، معا.. وبحكم معرفتكم بالجنوب، إجمالا!
أميركا لم تنس ان تذكر السودان بدوره المهم في «الإيقاد» المنظمة الشرق وسط إفريقية، التي اصبحت معنية بحل النزاعات، جنبا إلى جنب مع دورها التاريخي في مكافحة الجفاف والتصحر.
الحرب جفاف من نوع آخر. والحرب تصحر.. والذي ينظر إلى تاريخ الحروب- منذ اول حرب في الدنيا- تقفز أمام عينيه- من اول نظرة- هذه الحقيقة.
الذي ينظر إلى الحرب في جنوب السودان الآن، تتمثل امامه حقيقة جفاف وتصحر، ما يدور في تلك الدولة الوليدة، بالرصاص والبلطات والسكاكين الطوال، تلك التي تبقر حتى بطون الحوامل، وعيون البقر!
ما يجري، فظيع..
هل يستطيع السودان ايقاف تلك الفظيعة.
ذلك هو السؤال.. ولعل في جملة سلفاكير للرئيس البشير، الكثير من الترجي، والأمل، جنبا إلى جنب، إلى ما فيها من الاحترام الذي لا يخلو من الشكر.. الخفي!
السودان سيتحرك، كما من مصلحة جنوب السودان ان تنعم بالأمن والاستقرار، من مصلحة السودان ان ينعم ايضا. أقول بذلك والحرب في تلك الدولة قد ألقت بتعقيداتها ومضاعفاتها على السودان.. وتعقيدات الفارين من الدم إلى الدولة التي كانت أما، بعض من تلك التعقيدات الكثيرة.
السودان لن يتحرك وحده، وراءه أميركا رفع العقوبات، بكل ما تمثله أميركا من عصا وجزرة.. ووراءه جيران جنوب السودان الذين يعانون ايضا من تلك الحرب، مثلما يعاني السودان من تعقيداتها على أمنه واستقراره.
- «ماي بريسدانت.. ثانك يو»!
تلك جملة سلفاكير- ربما قريبا جدا، في أعقاب مصافحة سلام بينه وبين غريمه الاستاذ الجامعي المتمرد رياك مشار!
بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
02/11/2017
2355