+ A
A -
لم تقل دول الحصار ولو مرة واحدة، إنها ترفض الوساطة، ولم تعترف ولو مرة واحدة بأن الحوار مع قطر لحل الأزمة الخليجية ليس خيارا مقبولا. غير ان مسلكها مكشوف من خلال صدها أي تسوية تحفظ للدوحة حقوقها.
لذلك من الطبيعي الاستنتاج بأن ما تسعى اليه السعودية وحلفاؤها هو النيل من تلك الحقوق، وإجبار قطر على الرضوخ مهما كلف الأمر، لما ترتئيه الرياض، ونقطة على آخر السطر!
وما إدارة الظهر للمساعي الكويتية والمبادرات الاميركية وغيرها، إلا إثبات لسوء النية، والإصرار على إضعاف الموقف القطري كشرط غير معلن لأي اتفاقات أو تفاهمات.
غير أن الهدوء الذي يطفو على سطح الأزمة الإماراتية الصنع احيانا، ليس إلا سرابا يخفي وراءه مكائد ومؤامرات فشلت فشلا ذريعا في الانتقاص من مقومات السيادة والاستقلال اللذين تحميهما القوات المسلحة القطرية، في ظل معاهدات دفاعية متبادلة مع قوى إقليمية تساند الحق وتحتضن الشقيق وتساهم في منع أصحاب الرؤوس الحامية من اللعب بنار لا يستطيعون إخمادها إن هم أشعلوها.
وجاءت تصريحات وزير خارجية البحرين الاخيرة لتؤكد عمق الأذى الذي تضمره الدول الاربع لقطر، وذلك عندما خيّر الوزير الدوحة بين تجميد عضويتها في مجلس التعاون، أو أن تبادر هي الى الانسحاب منه.
نعم.. إلى هذا الحد المشين وصلت الامور التي بدأت بقرصنة إلكترونية في أبوظبي وانتهت بمأزق خلقته دول الحصار لتسقط هي في حبائله، دون ان تجد مَخْرجا ما، يحفظ لها ماء الوجه على الاقل.
قطر من جانبها هزمت الحصار بشهادة العالم، وبنت قاعدة جماهيرية في الداخل، وسمعة المكافح الصامد في الخارج، لكن المؤسف أن لا اتفاق في الأفق، جراء تعطيل الرياض المتعمد لكل المبادرات. وظهر الموقف الرباعي على حقيقته عندما تعهد الوزير البحريني، ليس فقط بعدم حضور قطر قمة التعاون في ديسمبر، ولكن بعدم جلوس المنامة في قمة تشارك فيها الدوحة.
هذه الطروحات مصممة لتعميق الأزمة رغم ما يترتب على ذلك من أضرار كبيرة ستصيب المنظومة الخليجية الأرفع مقاما، لكن الوزير خالد بن أحمد لم يقل لنا كيف سيتم تجميد عضوية قطر ومن سيوافق من الدول الخمس في المجلس على خيار التجميد.
أما تحريض الدوحة على الخروج من مجلس التعاون، فيشبه مطالبتها بأن تلعب دور القاتل باعتبارها، إذا أقدمت على ذلك، أول دولة عضو تطلق النار على المجلس، فيما تكون دول الحصار كالعقرب الذي يلدغ نفسه!
هذا المشهد المأساوي الذي أوصلتنا اليه دول الشر الاربع، رُسمت ملامحه السوداء تحت تأثير حاجتها المَرَضية الملحة الى التسلط والهيمنة، ما يبرهن أن صاحب السمو الأمير، كان محقاً حين قال لمحطة «سي. بي. إس» إن ما تريده هذه الدول هو تغيير النظام في قطر وأنها قد حاولت ذلك عام 1996.
أما عندما قبل سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اقتراح الرئيس ترامب بأن تستضيف واشنطن حواراً بين قطر ومن يحاصرونها، فقد صمتت العواصم الأربع ولم ترد على الاقتراح أبدا!
بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
31/10/2017
3305