+ A
A -
مشكلة الرئيس جمال عبدالناصر، إنه كان- يوميا- يقرأ كل ما يرد إلى مكتبه من تقارير.. فيما كانت مشكلة الرئيس السادات أنه كان لا يقرأ شيئا، من التقارير.
تلك الاستهلالة– بتصرف- من الأستاذ محمد حسنين هيكل.
رئيسان.. أحدهما يغرق في التفاصيل والثاني يغرق في اللاتفاصيل.
الاثنان ضحية
أحدهما ضحية الشيء.. والآخر ضحية نقيضه..
قادة ومسؤولون كبار، في عالمنا العربي- تحديدا- بعضهم مثل عبدالناصر، وبعضهم مثل السادات، وهم بهذا ضحايا مثل الاثنين.
استغراق المسؤول- أي مسؤول- في الإلمام بالتفاصيل فيه إفراط.. بل فيه إهدار للوقت، ووقت المسؤول هو– من البداية إلى النهاية- هو قيمة قيادة، أو إدارة.
أيضا، في عدم الإلمام بشيء من التفاصيل، تفريط عن الإلمام الخاطف، لما يدور في الدولة، أو في الإدارة المعنية.
كتابة التقارير اليومية، للقائد أو أي مسؤول، علم.. بل إنه علم يدرس.. وكاتب التقارير الذي يزحم رأس المسؤول بالتفاصيل، وتفاصيل التفاصيل، مكانه زاوية صغيرة أمام إحدى المحاكم.. إنه مجرد كاتب عرض حال!
رؤوس مواضيع.. فقط..
واتركوا البقية، للمسؤول.. لا تتهموه في عقله وخياله.. اتركوها ليكسب المسؤول وقتا.. والوقت كالسيف إن لم يقطعه المسؤول في ما يفيد الناس حقا، قطعه سيف وقت الناس.. الناس الذين يريدون طحنا، لا يريدون جعجعة، هي في النهاية، مثل التفاصيل...
بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
31/10/2017
2407