+ A
A -
قبل أيام رجعت من الفلبين، وكانت رحلة العودة على الخطوط الكويتية، فجاءت المضيفة لي بالصحف الكويتية.
أخذت منها صحيفة القبس، تصفحتها بحنين، لا بحثا عن الأخبار بل بحثا عن الذكريات.
أبحث في ثناياها عن أطلال للماضي، فيكفي أنها كانت محطة انطلاق الشاعر الغائب الحاضر أحمد مطر في عالم الشعر والصحافة.
وأنا أتصفحها وقعت عيني على صفحة الشعر الشعبي،
توقفت عندها قليلا، فقط لأتذكر العصر الذهبي الذي مرت به صحافة الشعر، والذي بلغ ذروته ثم انطفأ انطفاء عود الثقاب.
حيث انتهت صفحات الشعر الشعبي وأصبحت صحافة منقرضة، وما عاد هناك من يبكي أمام أبواب المعدين من أجل نشر قصيدة له أو خبر عنه.
رفعت بصري لأرى من المعد لها، فوجدته هو هو...
صدمت وأنا اقرأ أن معد الصفحة لا يزال حمود البغيلي!!
ياالله، ياالله، حمود البغيلي ذلك الرمز الشعري القديم،
منذ ثلاثين سنة وهو نفسه يعد هذه الصفحة، ولا يزال يعد نفس الصفحة بنفس الجريدة بنفس الطريقة؟!
حمود هو أحد رموز الساحة الذين كان وكانوا..
فهد عافت، ناصر السبيعي، سلمان المانع، شبيب غزاي، ضيدان بن قضعان... الخ الخ.
كلهم غيٍّر النشاط
منهم من فتح مطعما،
ومنهم من اعتزل في مزرعته يزرع الجرجير يبيع نصفه ويأكل نصفه، ومنهم من حول راتبه التقاعدي على ديرة كذا وعاش هناك،
ومنهم من انقطع ومات بالحياة..
إلا أنت يا حمود،
لا تزال بنفس الصفحة بنفس الجريدة بنفس الطريقة.
يا رجل، ماذا تنتظر لتغير النشاط؟
هذا الجيل أيها الجميل لن يعرف جمالك،
لن يقدره،
أنت رمز لعصر مضى...
برمجتك برمجة هاتف النوكيا لن تستطيع الأندرويد قراءتها..
هل وصلت الرسالة؟
كن بخير.

بقلم : بن سيف
copy short url   نسخ
31/10/2017
3482