+ A
A -
.... وكما الأيام دول، كذلك الكرسي، يتداوله الرؤساء وأصحاب السلطة من كل نوع.
للكرسي لسان يتحدث بإنجازات هذا المسؤول، واخفاقات ذاك.. وفي حديث الكراسي، شجون!
الكراسي، فضاحة.. وأكثر المسؤولين افتضاحا- بين الناس- من يجلس على الكرسي، ولا يقدم شيئا، ثم يروح- بمنطق لو دامت لغيرك، ما كانت لك- ويجيئ غيره، ويقدم ما ينفع الناس!
هذا الحديث ينطبق على الرؤساء.. وينطبق على كل من يجلس على الدوار.
رؤساء اداروا شؤون شعوبهم، ولم يقدموا شيئا، فافتضحهم من جاء بعدهم، وقدم شيئا.. وكذا محافظون، وتنفيذيون في مواقع مختلفة.
للناس عيون.. تماما مثلما للكراسي ألسنة.. وعيون الناس ليست كليلة عن كل انجاز، تماما مثلما انها عن كل فشل، تتحدث بالسخط.. نعم تتحدث، وللعيون كلام في زمان الحب وزمان الكراهية.. وحتى في الزمان الذي يحاول فيه السلطان الجائر، احتكار حتى الكلام!
لئن تبدأ من حيث انتهى الآخرون، تلك هي العبقرية.. إضافة انجازك انت، إلى إنجاز من سبقك بانجاز، يجعل الإنجاز مزدوجا.. يجعل منهما انجازات.. وهذا ما يريده جملة الناس.
أيضا، لئن تستفيد من فشل من سبقوك على الكرسي، فتلك عبقرية أيضا.. وتلك بداية النجاح.
معرفة أسباب نجاح من سبقك، أو فشله، مسألة ضرورية. هكذا يقول الكرسي الساحر- أي كرسي يتداوله مسؤولون- منذ أن جلس إليه – للمرة الثانية - ثاني مسؤول، في التاريخ.
للكراسي ألسنة..
لكل المسؤولين- على أي مستوى- اهمسُ إليهم، اول ما يجلسون: أرخوا آذانكم للكراسي، وهي تتكلم بمنتهى الصدق والشفافية، عن ماذا قدم اسلافكم.. عن نجاحاتهم واخفاقاتهم.
ذلك الكلام، هو أول درس من الكراسي.. ودروس الكراسي، لا تخيب!

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
30/10/2017
2683