+ A
A -
لا جدال أن داعش انتهى كدولة مزعومة، وبإخلاء مدينة الرقة من مقاتلي التنظيم الإرهابي، وإحكام السيطرة عليها، سقطت تلك الرمزية المتوهمة لما سمي بدولة الخلافة، فالرقة أعلنها التنظيم عاصمة لدولته، وسقوط العواصم، يعني عمليا انهيار الدول، حتى وإن كانت مجرد شعار ولافتة، على الرغم من أن المدينة لم تكن ذات أهمية قتالية للتنظيم.
انتهت الدولة المتوهمة.. فهل انتهى التنظيم الواقعي؟ ذلك هو السؤال الأول، والأبسط أيضا، الذي مازال يتردد صداه، دون اجابة قاطعة، فمقاتلو داعش، ما زال عدد منهم– لا أحد يملك إحصاء– موجودا ومسلحا، وكثير من المناطق والمدن خرج منها الدواعش بصفقات، خرجوا على اثرها بعوائلهم وأسلحتهم سالمين، الأمر الذي يعني ان التنظيم موجود كأفراد، وربما كمجموعات، وإن انهار كدولة، كانت تحمل عوامل الانهيار في طيات قرار الإنشاء، وهو ما يقودنا إلى السؤال الثاني، عن وجهة من خرجوا من الموصل والرقة، فمدن كالبوكمال والميادين في محافظة دير الزور، لا تزالان من معاقل التنظيم، والعديد من مقاتلي التنظيم انسحبوا إليهما، ما يرجح ان ثمة معاقل اخرى تحتاج إلى قتال، سيكون اكثر ضراوة هذه المرة، باعتبار أنها الملاذ الأخير.
لكن السؤال الأعقد، لابد أن يتعلق بأولئك الذين، لم يلجؤوا إلى الصحراء السورية، فإلى أين ذهب هؤلاء؟، هل إلى دول مجاورة؟، ام انهم فروا إلى افريقيا وجنوب شرق آسيا؟، كما قال رئيس أركان الجيوش الاميركية جوزيف دانفورد.
قبل أيام نشر التنظيم، صورة لنجم الكرة العالمي ليونيل ميسي باكياً، مهددا باستهداف كأس العالم القادمة في روسيا. لست أثق في جدوى التهديد، فقد سيقه تهديد فارغ، باستهداف نهائيات كأس أوروبا، لكن ذلك يعيدنا للأسئلة، وهذه المرة عن قدرات داعش الإعلامية والدعائية، التي ما زالت على قوتها، رغم الهزائم والخسائر، فمن أين للتنظيم – الذي ما عاد تنظيما – بتلك القدرات التقنية والدعائية، التي وان كانت عيارا لا يصيب، الا انه حسب المثل المصري– يدوش-. اغلب الظن أن «داعش» سيتحول شأن القاعدة إلى فكرة، تتعدد صور واهداف وأنماط ظهورها في مواقع مختلفة من العالم، وهو ما بدأ بالفعل، ما لم يكن لدى صاحب الفكرة قرار آخر.

بقلم : محمود عيسى
copy short url   نسخ
29/10/2017
2501