+ A
A -
وإذا كانت إسرائيل قد نجحت حقا في اختراق الأكراد فذلك ليس سوى مثال على فشلنا نحن العرب في التعامل مع قضيتهم المشروعة، ودليل على هشاشة الأمن القومي العربي المخترق من كل خواصره؛ من إسرائيل وغيرها من القوى والدول، فلا تلوموا الأكراد وحدهم.
النظرة القومية لمسألة الأكراد تنطوي على قدر كبير من الشوفينية، فثمة إصرار عجيب على صهر كل المكونات بالهوية العربية وإنكار حق غير العرب في التعبير عن هوياتهم القومية والثقافية، ومن يرفع رأسه مطالبا بحقوقه يتهم بالعمالة لإسرائيل.
لقد مرت ظروف على العراق إبان حكم نوري المالكي الإقصائي دفعت بمكون عربي وعراقي أصيل للتفكير بالانفصال بفعل سياسات التهميش والقهر التي أفرزت أخطر المجموعات الإرهابية.
منطق المؤامرة لا يصمد في تفسير النزعة الكردية للاستقلال، وإلا بماذا نفسر نزوع الكتالونيين في إسبانيا إلى الانفصال، هل تقف إسرائيل أيضا خلف استفتاء كتالونيا؟!
ومنذ أيام قليلة أعلنت مناطق في إيطاليا عن رغبتها بتنظيم استفتاء للانفصال، لم نسمع أحدا في إيطاليا يتهم إسرائيل والصهيونية بالوقوف وراء هذا التحرك.
ماذا عن بريطانيا التي استفتت شعبها على الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، هل يعقل أن تكون إسرائيل التي صنعها وعد إنجليزي هي الأخرى وراء هذا الانفصال؟!
لو كانت إسرائيل هي حقا من يحرك الأكراد ويدفعهم للتأمر على الأمة العربية،فلماذا وقفت الولايات المتحدة الأميركية حليفة إسرائيل الأولى في العالم ضد رغبتها ومصلحتها وعارضت الاستفتاء في إقليم كردستان؟
بمنطق قومي أجوف نهرب من مواجهة مشاكلنا في العالم العربي. لقد تعودنا على تحميل الآخرين المسؤولية عن فشلنا، ليس في القضية الكردية فحسب، بل في كل ما واجهنا من تحديات قبل وبعد وجود إسرائيل.

بقلم : فهد الخيطان
copy short url   نسخ
29/10/2017
2473