+ A
A -
صَعَدَ الرئيس الصيني (تشي جينغ بينغ) بقوةٍ هذهِ المرةِ إلى سدةِ القرار والرئاسة في جمهورية الصين الشعبية، حين جَدَدَّ له المؤتمر العام للحزب، في مؤتمره الأخير الذي انعقد في قصر الشعب ببكين بحضور (2300) من مندوبي الحزب الذي يضم (89) مليون عضو، ما يجعله أكبر حزب في العالم على الإطلاق من حيث عدد العضوية. خرج الرئيس الصيني (بينغ) من أعمال المؤتمر، وقد بدا من الرؤساء الأقوياء في زعامة الصين، وقد شبهه البعض كوريث للزعيم الصيني التاريخي وبطل حرب استقلال الصين (ماوتسي تونغ)، فهو الآن الرئيس القوى للصين الشعبية، داخليًّا من خلال إحكام قبضته على كل مفاصل الوضع الداخلي. وأكثر فعالية من سابقيه خارجيًّا، إذ سَخّرَ جهده الدولي في تكريس مكانة وزعامة الصين الشعبية.
(تشي جينغ بينغ) وفي قاعة الشعب الكبرى في بكين، أعلَنَ وبخطابٍ مدوٍ ما أسماه «النهضة الجديدة والمتجددة، العظيمة للأمة الصينية». فقد طرح أمام المؤتمرين الخطط الموضوعة للسنوات العشر المُقبلة على كل المستويات من أجل النهوض بالصين في قفزاتٍ تالية.
وفي حقيقة الأمر، إنَّ تطور الصين، العملاق الاقتصادي الثاني في العالم، ما زال في مرحلةِ الفُرص الاستراتيجيةِ المهمة، في وقتٍ يَشهَدُ الوضع في الداخل الصيني، وفي الخارج، تبدلاتٍ عميقةٍ جداً ومعقّدة، لذا كان خطاب (بينغ) الأخير، واضحاً، وقد تطرق للوضع الداخلي، والخارجي.
وفي قراءةٍ هادئةٍ، لأعمالِ المؤتمر الأخير للحزب الحاكم في الصين، وخطاب الرئيس (بينغ) التوجيهي، نستطيع أن نُحدد الرؤيةِ العامةِ للمرحلةِ القادمةِ في سياساتِ الصين الداخليةِ والخارجيةِ، التي قال عنها (بينغ) بأنها ستُمكّن الصين «من إحرازِ انتصاراتٍ عظيمةٍ للإشتراكيةِ ذاتِ الخصائص الصينيةِ في العصر الجديد، وتحقيقِ انتصارٍ حاسمٍ في إنجازِ بناء مجتمعٍ رغيد الحياة على نحو شامل»، حيث المحاور التالية:
المحور الأول، مواصلة التنمية، وتحقيق الأرقام العالية في الدخل القومي، ونسب التنمية، والوعود بالمزيد من الإنفتاح على العالم، وتوفير معاملة مُنصفَة للشركاتِ الأجنبيةِ، وتعزيز دور السوق، وكذلك مواصلة تحرير سوق العملات، على رغم أن تصريف العملةِ الصينية (اليوان) ما زال يخضع لضوابطٍ كبيرةٍ إلى حدٍ كبير، ومازال يُشكّل هذا الأمر مسألة مستعصية في العلاقات المشتركة بين بكين وواشنطن. (يتبع)
بقلم : علي بدوان
copy short url   نسخ
28/10/2017
1941