+ A
A -
«إلى أين نحن ذاهبون؟» سؤال ألحّ عليّ عندما أعلن رئيس هيئة أركان الجيوش المشتركة الجنرال «جو دانفورد»، أن لدى تنظيم داعش تطلعات لتأسيس وجود أكبر له في إفريقيا.
أقول «إلى أين نحن ذاهبون»، فيما يقول الجنرال دانفورد في مؤتمر صحفي بواشنطن إن المتطرفين يشكلون تهديداً من ليبيا إلى شبه جزيرة سيناء المصرية مروراً بشرق إفريقيا وغربها.
أقول «إلى أين نحن ذاهبون»، عندما يعترف الجنرال أن الجنود الأميركيين الذين قتلوا في النيجر على يد داعش وسكان محليين متعاطفين مع التنظيم، سببوا صدمة للكثيرين في بلاده، لأنهم لم يكونوا أصلاً يعلمون بوجود مئات الجنود الأميركيين في ذلك البلد؟
إلى أين نحن ذاهبون سيدي الجنرال وأنت باعتبارك العسكري الأكبر في الدولة الأعظم، تخبرنا الآن وبعد الاجتثاث المفترض لتنظيم داعش في العراق وسوريا، أنك طلبت من ترامب وماتيس ارسال قوات تناسب التهديدات الجديدة؟
إلى أين نحن ذاهبون وأنت تعلن أنك التقيت هذه الأيام مع جنرالات من «75» دولة لمناقشة المرحلة المقبلة من الحملة على داعش؟
كل هذا العدد من الجنرالات والدول يدفعنا إلى التساؤل: أين انتصارات التحالف وأنت تبلغنا الآن أن الدواعش الذين خسروا دولة الخلافة المزعومة في الرقة والموصل بصدد إنشاء تواجد أكبر في القارة السمراء، ربما يكون خلافة جديدة؟
ماذا يعني الكشف عن كل هذه المعلومات وعن تحالف خاص جديد لمواجهة داعش في إفريقيا، فيما مقاتلو التنظيم يتوزعون على القارات الخمس بعد فرار الآلاف منهم، من العراق وسوريا؟
إلى أين نحن ذاهبون يا كبير الجنرالات الأميركيين وأنت تحدثنا بلهجة المتردد بأن «الحرب تمتد إلى ساحات عدة لا تقتصر على إفريقيا فقط، لأننا نتعامل مع تحدٍ ممتد من غرب إفريقيا إلى جنوب شرق آسيا؟
ها أنت تشير أخيراً يا سيد دانفورد إلى جنوب شرق آسيا المنطقة الجغرافية التي يقيم فيها أكثر من «640» مليون نسمة أغلبهم مسلمون، تغزو داعش حالياً أربعاً منها هي أندونيسيا والفلبين وماليزيا وسنغافورة، بهذا القدر أو ذاك.
ماذا نقول وأنت يا سيدي تبشرنا بحرب تتشكل في قارتين وعن وجود ستة آلاف جندي أميركي في «53» دولة إفريقية وأنك طلبت المزيد دون أن تحدد هذا المزيد لمواجهة التهديدات الإرهابية المستجدة؟
قلما يتحدث الجنرالات الأميركيون عن دولة داعشية قيد الإنشاء في الفلبين، وعن انتشار الخلايا الداعشية النائمة في كافة المحافظات الأندونيسية، باعتراف المخابرات الفلبينية في الحالة الأولى، وقائد الجيش الأندونيسي في الحالة الثانية.
لكن ما قلته يا رئيس الجيوش الأميركية يعني أننا ذاهبون جميعاً إلى الجحيم، وأن داعش الذي هزمتموه في العراق وسوريا، يجهز دولتين جديدتين إحداهما في الفلبين (جنوب شرق آسيا) والثانية في إفريقيا؟
يتبع غدا

بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
26/10/2017
3777