+ A
A -
اذا كانت كردستان العراق تدرك قبل غيرها أنه في حال إعلان الانفصال والاستقلال ستكون دولة قد ولدت في تابوت، من حيث انها ستكون دولة لا منفذ لها ولا مطل على أي مسطح مائي، ولا أي حليف يتاخمها، وسيتعذر عليها تصدير نفطها، ولا قدرة للاعتماد كليا على إنتاجها الوطني لتوفير احتياجات شعبها في حال إحكام الحصار من حولها....الخ، فلماذا يهرول هذا الاقليم العراقي إلى هذا المصير، ولماذا يقدم على هذه الخطوات الخطيرة التي حتما ستجر على الاكراد مشاكل لا أول لها ولا آخر، إذ سيكون متعذرا على أمتنا القبول بتفتيت العراق، وانتزاع جزء غال وثمين من أراضيه.
ثمة من يقول مؤكدا ان كردستان نسقت طويلا، وسريا، مع إسرائيل، قبل إقدامها على خطواتها التي تبدو في المجهول، وان الدولة العبرية قد وعدت وتبرعت لها بدعم وتأييد كبيرين، وان هناك من يعزز ثقة أكراد العراق بان نتائج هذه الخطوات لن تكون بفداحة المنطق الذي يحسب المخاطر المترتبة عليها، وثمة من يقول ايضا انه يجب التعويل على المواقف المعلنة للكبار، التي قد تكون على غير نواياهم، وبينهم دول تسعى إلى رسم سايكس بيكو جديدة على الأرض، مما سيؤدي إلى خريطة سياسية تغاير الخريطة الحالية.
وعلى الرغم من ان هناك من يتهم الاكراد بانهم اختاروا التوقيت الخاطئ للاقدام على خطواتهم المرفوضة، الا ان هناك من يرى ان المنطقة مقبلة على أحداث سوف تخلط الاوراق، وان الاكراد يبنون حساباتهم على ذلك، وانهم سوف يستفيدون من نتائج وقائع درامية سوف تشهدها المنطقة، وان ذلك هو التفسير الوحيد لإقدامهم على ما أقدموا عليه في هذا التوقيت.
بقلم : حبشي رشدي
copy short url   نسخ
16/10/2017
1572