+ A
A -
تتعدد المناسبات، وتتعدد أشكال الفرح والاحتفالات وأجمله.. فرح إنجاز وتخرج بعد سنوات دراسة وسهر وتعب..فرحة التخرج فرحة لها طعمها الخاص وله وقته وزمنه وفرح مشترك يشترك فيه عدد من الخريجين بتخصصاتهم.وفرح إنجاز يشترك فيه الوالدين والأسرة كافة.
التخرج من الجامعة يعني الانتقال من مرحلة البحث عن الذات بدراسة وبحث ومكتبة ومراجع وكراسات وأجهزة حاسب..وتقييم وسهر...يجمع كل ذلك سهر وجهد ومثابرة وتعب..لمن جعل طلب العلم نصب عينيه ولمن جعل الشهادة والتخرج مطلب ضروري لفتح أبواب العمل وخوض بحر عالم آخر.. قد يجعل للتفوق الجامعي والمهارات.. مكسبا ومطلبا للعمل..وابواب وظائف قد لا يعنيها ذلك ولا تجعل التقدير الجامعي والتخصص مطلب للتوظيف مما تشكل صدمة للبعض!
أيا كان شكل الباب الذي يدخله ويعبره الخريج لحياة عملية يختارها.. فالأهم الذي يحمله في قلبه ويسكن روحه.. ويضعه نصب عينيه ومدار فكره.. الوطن ثم الوطن ثم الوطن.. الوطن ينتظر أفواج الخريجين، ينتظر حركتهم الذي يحركه حب الوطن وقيادته، حب العمل له، حب واخلاص العمل والعطاء له، حب رد جميل الوطن، حب جعل الوطن يسير للأمام تميزا وحضورا ورفعة.. حب جعل الوطن محمول على أكف وسواعد أبنائه..يحملونه في كل وقت وزمان ويحمونه في كل ظرف..وحال..هؤلاء الأسماء والأعداد هم السور الذي يحمي الوطن من كل أطماع وأحقاد تتربص به..!
الوطن يحتاج تخصصات هامة وأساسية.. فتحت حديثا كتخصص العلاج الطبيعي الذي يعد الاساس في التأهيل واعادة المريض والمصاب للتكيف ومباشرة حياته.. تخصص تأخر فتحه إلا إنه مهم ويحتاج التخصص فيه وتوعية المجتمع بأهميته.. وغيره من تخصصات علمية.. وإنسانية وأدبية.
الوطن يحتاج تخصصات من حملة الشهادات العليا لتكون ضمن كادر التعليم الجامعي بفتح المجال للدراسات العليا بمتطلبات تمنح الفرص العادلة والمناسبة لمن لديه الرغبة الجادة في إكمال دراسته ببحث ودراسة..وممارسة مهنة الأنبياء والرسل مهنة المعلم..
باب العلم لا يتوقف عند عمر معين، ولا مرحلة معينة، ولا فترة معينة،طلب العلم والدراسة هم وتعب جميل ومجال يفتح آفاق لصاحبه.. تجد في الغرب وأميركا ومن يسعى لدراسة تخصص أخر، وفي عمر وظروف صعبة.. إن كان بيننا وجد من السهام والتنكيل والنقد لكسر مجاديف طموحه ودراسته!
آخر جرة قلم: لا عمر، ولا ظروف،ولا مكان ولا أي من أشكال العقبات تمنع الدراسة والتحصيل واعمل آخر بتخصص جديد يفيد بلده ويفيده كشخص.. الأهم وجود القلوب والارواح والعقول التي تملك القرار في تسهيل طلب العلم وجعل إفادته وأهميته للوطن وليس مقصورا على صاحبه بما يكرر من عبارات: الشهادة لك ولا يستفيد منه عملك! والصبر في طلب العلم فتعبه وغربته عن أهله وأبنائه وسهره.. يزول نهائيا مع فرحة التخرج وارتداء عباءة التخرج وقبعة التخرج والفرح العام اللذيذ.. وتبقى ذكرى جميلة وسهر جميلة وصورة فرح حقيقي سجلته عدسة الكاميرات وحفظته الذاكرة..ومبروك لجميع الخريجين ومنها للأعلى.
بقلم : سلوى الملا
copy short url   نسخ
12/10/2017
3371