+ A
A -
لايزال هناك المزيد من المزايا والوظائف والفوائد التي ستضاف تباعا إلى أجيال جديدة قادمة من الهواتف الجوالة، فالعقل البشري المبدع سوف يتحفنا بين وقت وآخر بميزة جديدة في الهاتف الجوال تجعل الإقبال على هذه التقنية شرها إلى حد مجنون.
واحدث هذه المزايا ابتكرتها شركة كورية جنوبية، حيث سيقوم الهاتف الجوال بإطلاق موجات فوق صوتية تطلقها شبكة كهربائية في الجزء الخلفي من الهاتف، لتبعد هذه الموجات الحشرات وبشكل آمن تماماً على البشر، وفقاً لما ذكرته الشركة.
ومن المعروف ان هناك دولا تعاني من أسراب البعوض أو الناموس، واخرى تعاني من انتشار الذباب، وثالثة تعاني من الاثنين معا: الناموس والذباب، ولهذا تضمن هذه الشركة الكورية الجنوبية الذكية تسويقا واسعا لهواتفها الجديدة هذه في دول الناموس والبعوض، خاصة تلك الدول في أميركا اللاتينية التي ابتليت بناموس أصوله مصرية، ويتسبب في مرض: «زيكا»، والذي يترتب عليه ولادة الاطفال برؤوس وأدمغة أصغر من الحجم الطبيعي، وبذلك ستكون هذه الهواتف الطاردة للناموس ذات وظيفة صحية عظيمة، فسوف يمكن للمرء ارتياد الحدائق ومساحتها الخضراء دون خشية من لدغة ناموسة شرسة، كما سيغنينا هذا الهاتف الذكي عدو الناموس من الاعتماد على المبيدات الحشرية الفاتكة بالناموس، وبالتالي سوف نتجنب الآثار الجانبية الخطيرة لهذه الكيماويات.
ولا اتخيل ان وظائف الجوالات سوف تتجمد عند ما وصلت إليه من مستحدثات متطورة ومذهلة، فلا استبعد مثلا ان يلجأ مطورو الهواتف إلى اضافة حزمة جديدة من الوظائف السيكولوجية والاجتماعية للهاتف، مثل ان تصدر الهواتف اشعة خاصة لا تطارد الناموس فقط ولكن تطارد ايضا الزوجات النكديات، أو تخلصهن من النكد الازلي الكامن فيهن، أو تتزود هذه الهواتف بأشعة تشبه في وظيفتها وتأثيرها «غاز الضحك»، ليرسم العابثون والعابثات على وجوههم ابتسامة ما، بدل من التقطيب المستمر للجبين، سواء تيسرت الأمور في حياتهم أو لم تتيسر، فيكون بوسعك ان صادفت نكديا أو نكدية ان تجعلهما يتخلصان من العبوس من خلال أشعة ضاحكة يطلقها الهاتف الجوال، فقد يكون بوسع العلماء والمبتكرين ان ينتجوا لنا «هواتف السعادة»، لنضع حدا للتعاسة في العالم بعدما نجحوا في إنتاج هواتف ستكون طاردة للناموس.
لكل ذلك، ولغيره، سيكون الهاتف الجوال شيئا مهما وحيويا في حياة إنسان الغد، وأكثر بكثير من حيويته واهميته في زمننا الراهن، فقد صار من السهل ان الهاتف الجوال يمكنه ان يقيس درجتي حرارة الجسم والجو، وان يقيس مستوى السكر في الدم، أو يؤشر لنا عن ضغط الدم، هذا الذي يوصف بأنه المرض «القاتل الصامت»، اذ سيجعله الجوال ناطقا وليس صامتا، أو ينبئنا بما سوف نصاب به من امراض في المستقبل، فنعيد ترتيب سلوكياتنا الغذائية والعامة، حتى لا تداهمنا هذه الامراض بغتة، أي ان الهاتف الجوال يمكن ان يكون لنا أهم صديق وطبيب، بل وكومديان بارع يتفوق على كل نجوم الكوميديا الذين يضحكوننا بتذاكر مسرحية صارت فلكية الأسعار.
بقلم : حبشي رشدي
copy short url   نسخ
10/10/2017
1787