+ A
A -
تقدم قطر كل يوما درسا جديدا للعالم حول الكيفية التي يجب ان تقاد بها الدول في معركة التدافع بين الامم، وحول الاسلوب الذي يجب اتباعه لتحقيق التنمية والرفاه بعيدا عن الشعارات الجوفاء والكلمات الخاوية التي لا تشغل العاطلين ولا تحل مشاكل الركود الاقتصادي والتردي الأمني.
من المؤسف حقا ان تصل درجة التجني على قطر إلى هذا الدرك الذي بتنا نشهده اليوم، اذ لم تعد هناك اية ممنوعات ولا محرمات بعد ان طالت افراءات دول الحصار كل ما يمكن ان يخطر على بال لتحقيق اهداف لا يمكن ان تعود على المنطقة واستقرارها بأي خير.
يحسب لقطر خلال هذه الأزمة انها اكدت لكل المشككين ان الشعارات التي كانت دائما ترفعها والتي طالما عملت من اجل تحقيقها لم تتغير ولم تتبدل قيد انملة، وهو ما يؤكد ان السياسة القطرية تنطلق من قواعد راسخة تأخذ في عين الاعتبار ثوابت الامة ونصرة الحق بغض النظر عن الاعتبارات الاخرى.
يحسب لقطر ايضا انها استفادت من الحصار وجيرته لمصلحتها خلال فترة قياسية، وبعد عقود من الاعتماد على الدول المجاورة – ايمانا بالعمل الخليجي المشترك ورغبة في رفد الاقتصاديات الخليجية – نجحت قطر في وقت قياسي بتنويع مصادر وارداتها مرسلة رسائل واضحة لكل من يعنيه الامر، ان عصر فرض الامر الواقع على الدول الاخرى قد ولى إلى غير رجعة وان سيادة قطر واستقلال قرارها خط احمر غير قابل للمساومة.
اليوم وعلى عكس ما يحاول اعلام دول الحصار ان يصور باتت قطر اقوى من أي وقت مضى، وهي قوة مختلفة هذه المرة لانها نابعة من ايمان شعبي قبل ان يكون رسميا بأن هذا الوطن مستهدف في استقراره ونسيجة الاجتماعي وموارده الاقتصادية وبأنه يتعرض لحملة ظالمة وشرسة استخدمت فيها كل المحرمات للوصول إلى اهداف لا علاقة لها اطلاقا بما يتم تداوله اعلاميا في دول الحصار.
اليوم بات قطر هي من تحاصر الآخرين بدبلوماسيتها الراقية وخطابها المتزن وعدم انجرارها للمهاترات والمكائد الاعلامية، وهي تواصل العمل بنفس الحماس الذي كانت تعمل به قبل فرض الحصار لتحقيق اهدافها الانمائية وتوفير الرفاه والحياة الكريمة لشعبها.
قطر انتصرت في هذه الازمة، ومن لايرى ذلك هو حتما من يقضي يومه في معارك –الكترونية – على تويتر لتحقيق انتصارات افتراضية مستعينا بهاشتاق وذباب الكتروني والكثير من الحسد!
بقلم : لؤي قدومي
copy short url   نسخ
04/10/2017
3238