+ A
A -
لماذا تصلي في اليوم والليلة خمس مرات، حتى لو كنت مسافرا أو مريضا؟
لماذا تستيقظ من النوم الهنيء والفراش الدافئ من أجل أن تصلي الفجر؟
لماذا تصوم ثلاثين يوما في هواجر الصيف حتى يلتصق لسانك في لهاتك من العطش.. وتغرغر بطنك من الجوع؟
لماذا تكابد العناء والتعب والخسارة المادية، والتي بعضهم يجمعها عمره كله، من أجل أن تذهب للحج؟
لماذا تدفع من حر مالك كل عام اثنين ونصف بالمائة، تخرجها وأحيانا تكون بحاجة لها، ولكن لأنها حق الله في مالك وهي الزكاة.
لماذا تحاول أن تتخلق بالخلق الحسن أحيانا رغما عنك، ولكن فقط طاعة لله وامتثالا لأوامره؟
لماذا ولماذا ولماذا..
أشياء كثيرة تفعلها في هذه الدنيا مرغما عليها،
ولكنك تفعلها من أجل هدف واحد..
الجنة.
نعم تريد بذلك أن تدخل الجنة.
ومتع الجنة هي متع الدنيا، ولكن بصورة أعلى وأرقى وأعظم وأدوم.
لأنه ليس لكل أهل الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر..
الجنة أنهار وإزهار وطيور وحرير وحور عين..
الجنة بيوت من لؤلؤ وقصور من زمرد وقوارير من خمر لذة للشاربين.
الجنة راحة بال وهدوء نفس وطمأنينة روح.
حسنا.. هذا كلام جميل جدا..
ولكنك الآن تستطيع أن تعيش بعضه في هذه الحياة..
انس حياة الضب التي تعيشها في منطقتنا..
الأرض فيها غير هذه السموم الذي يلفح وجنتيك..
الأرض فيها نموذج مصغر للجنة اذهب أنت واهلك إليه،
شاهده وعشه إن استطعت، وعش فيه ما أمكن.
اذهب لشمال تركيا،
ستجد كل ذلك مع حفظ للدين والاحتشام..
اذهب يا ابن الذين آمنوا وعش جنة الدنيا، ليس حرام ولا عيب، ولم يأمرك الله تعالى بأن تحرم نفسك منها من أجل ان تدخل جنة الآخرة..
سافر يا بني آدم.
بقلم : بن سيف
copy short url   نسخ
01/10/2017
2104