+ A
A -
قد تغضب بعض النساء إن عرفن سبب تسمية 84 إعصارا مدمرا بأصقاع مختلفة في العالم بأسماء نسائية، وتعزى هذه التسمية لأنها تشبه النساء، اللواتي لا يمكن التنبؤ بتصرفاتهن الإعصارية أو حالتهن المزاجية المتقلبة، ووراء هذه التسمية وفقا لهذه الفكرة أحد العلماء الذي كان يكره النساء، ولهذا سمى أعاصير مدمرة بأسماء نساء يمقتهن،
الولايات المتحدة على وجه الخصوص تبتلى بين وقت وآخر بإعصار مدمر يسبب خسائر بعشرات المليارات، فها هي بعدما استقبلت «هارفي»، ومن بعده إعصار «ايرما»، تستعد حاليا لاستقبال إعصار ثالث هو إعصار «ماريا»، حيث أصدرت جزر أميركية في البحر الكاريبى تحذيرات من وصول الإعصار «ماريا» من الدرجة الرابعة بقوة رياح 250 كم في الساعة لدى وصوله تلك المناطق، التي تضرّرت قبل أيام من الإعصار إيرما.
ولكن أميركا نجحت إلى حد كبير في تقليل الخسائر البشرية إلى 12 قتيلا فقط، وهو عدد من القتلى يمكن ان يقعوا ضحية لحادث مروري، وليس لإعصار مدمر بهذه الدرجة، خاصة وان للإعصار طاقة هائلة قد تكون في بعض الأعاصير تخلف دمارا يفوق بكثير الدمار الذي يخلفه هجوم نووي.
على العكس من ذلك تتمتع مناخات بلداننا العربية بخلوها تماما من الأعاصير، وأشد ما تتعرض له موانئنا وسواحلنا هو ما يسمى: «نَوّة» التي هي هبَّة شديدة للرِّيح تثير اضطراب البحر، ولكنها لا تخلف خسائر تذكر.
واذا كان اليابانيون يعانون من الزلازل على وجه الخصوص، فإن أميركا تعاني من الأعاصير والعواصف، بينما نحن لا نعاني من شيء على الاطلاق، ومع ذلك فإن الشعوب التي لا يستقر مناخها، وتظهر فيها ظواهر مناخية مدمرة، نراها تتقدم وتصنع الهواتف التي تذهلنا، والطائرت التي تقلنا من حلنا إلى ترحالنا، وتغزو الفضاء وتحقق ثروات طائلة من منتوجاتها واقتصادياتها الضخمة
يحيرك ان هدوء الطبيعة في بلداننا العربية على غير الطابع الانفعالي لمعظم الشعوب العربية، ففي بلداننا طبيعة هادئة تتكرر ظواهرها في تواريخ ثابتة، وشعوب معظمها انفعالية، بينما تجد ان عنفوان الطبيعة القاسي والمدمر في دول اخرى في العالم تتمتع شعوبها بهدوء اعصاب وحب للعلم والبحث العلمي والمعرفة والنشاط وثقافة عمل معطاءة.
ابن خلدون العظيم كان يقول إن للبيئة الطبيعية الأثر الأول في تكوين الأمم وإكسابها طبائعها وخصائصها، وكان مستنيرا ورائعا فيما ذكره بهذا الصدد، فسبق في ذلك ما توصل اليه علماء العصر، ولأن بيئاتنا الطبيعية والمناخية في مختلف اصقاع وطننا العربي من اجمل البيئات في العالم، مما يجعلها طبيعة جاذبة للسياحة الدولية، ومع ذلك لا نستمتع بما في حوزتنا ودائما نهفو إلى بيئات طبيعية اخرى، ونقطع آلاف الكيلومترات من اجل التمتع بها.
بقلم : حبشي رشدي
copy short url   نسخ
26/09/2017
1844