+ A
A -
الوهابية مصطلح يطلق على أتباع الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ثم تطور إلى مدرسة ومنهج فقهي، اكتسح الجزيرة العربية كلها، ثم خرج منها إلى مصر وبلاد الشام، ثم دخل إلى العراق لكن بدرجة أقل.
ازدهرت الوهابية جدا في الجزيرة العربية وفي السعودية تحديدا، لأن منها انطلقت الوهابية، وتوارث علماؤها الإخلاص لفقهها ملتزمون به التزام العين بالعين.
كان آخر أعمدة الوهابية ودعائمها التي حملت رايتها بقوة هما الشيخان ابن باز وابن عثيمين.
وحين ماتا، بدأت أول مراحل تصدع الوهابية، لأنه لم يكن هناك عالم يحمل قوة التأثير الذي كانا يتمتعان به في الشارع السعودي والإسلامي. بدأ التصدع منذ السنة الأولى من موتهما ولكن بصورة لم تكن ترى إلا للعارفين والمتبحرين بالنهج الوهابي.
في حكم الملك عبدالله لم يبق من الوهابيين الأصوليين والأصليين المدافعين عنها إلا نفر قليل، لم يكونوا بذلك التأثير الذي يحفظ للوهابية قوتها وسيطرتها السابقة.
بقي منهم على سبيل المثال الشيخ صالح الفوزان والشيخ عبدالعزيز الشيخ مفتي السعودية واللحيدان وصالح المطلق وبعض العلماء الآخرين.
لكن قبول الناس لهم ولفتاواهم لم يكن بذات الدرجة التي كان يتمتع بها ابن عثيمين وابن باز.
في حكم الملك سلمان بدأنا نرى تمردا واضحا على المدرسة الوهابية من قبل الوهابيين الجدد، فخرجت أصوات كثيرة تحلل الموسيقى وتحلل الاختلاط وتحلل الأخذ من اللحية وتحلل صبغ الشعر بالسواد وتحلل أشياء كانت أيام ابن باز والذين قبله من الموبقات.
الآن المدرسة الوهابية تتراجع تماما بين أحفاد الوهابيين القدامى الذين تمردوا على فقهها، وبين من تبقى من علماء الوهابية الحاليين الذين يشتهرون بمجاملتهم للسلطة، مما جعلهم يسكتون عن كل انتهاك- إن صح التعبير- للفقه الوهابي السابق والمتشدد جدا، لأنهم لا يريدون خسارة مكانتهم وحظوتهم عند السلطة.
الوهابية اليوم لا علاقة لها إطلاقا بوهابية ابن باز وابن عثيمين وابن غديان بل ولا حتى وهابية الشيخ الألباني..
هي وهابية جديدة مفصلة على مقاس المرحلة.
مرنة تساير العصر والتطور الذي تشهده الساحة السياسية والاقتصادية والاجتماعية..
وهذا التحول يرى الوهابيون القدامى أنه تشويه وتمرد، بينما يرى الوهابيون الجدد أنه تصحيح واعتدال.
لن أرجح رأيا ضد الآخر، أنا هنا أؤكد فقط أن الوهابية بدأت بالأفول، وهو ما جعلني أطلق السؤال الذي جعلته عنوانا للمقال:
هل انتهى عصر الوهابية؟
بقلم : بن سيف
copy short url   نسخ
26/09/2017
2308